موقع اناقة مغربية وشهيوات و وصفات حلويات المغربية للمرأة المغربية الحادكة

شيريــن عبد الوهاب تثير استياء الجمهور المغربي بعد حفل مرتبك في مهرجان موازين


في أجواء كانت من المفترض أن تكون احتفالية ومبهجة، خيمت الفوضى والارتباك على الليلة الختامية لمهرجان “موازين إيقاعات العالم” في دورته العشرين، حيث كان الجمهور على موعد مع الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب بعد غياب دام سنوات. إلا أن ما كان متوقعا كسهرة استثنائية انقلب إلى مصدر استياء كبير، وسط مشاهد لم تعكس مكانة المهرجان أو حجم انتظارات محبي الفن.
شهدت منصة النهضة حالة غير مسبوقة من الفوضى منذ الساعات الأولى، إذ عانى الجمهور من اختناقات مرورية وتأخرات طويلة في الدخول، ما أدى إلى توتر الأجواء وتفاقم الغضب، بينما بدت ملامح الارتباك واضحة على التنظيم الأمني والإداري في محيط المكان.
توافد الآلاف من محبي شيرين منذ بداية المساء على أمل الاستمتاع بسهرة استثنائية، لكن الدخول إلى المنصة تحول إلى رحلة شاقة ومجهدة، بسبب سوء التنسيق وغياب التنظيم الاحترافي.
ازدحمت المداخل بشكل خانق، واصطفت الطوابير لساعات تحت وطأة الحرارة والتوتر، فيما توقفت الحركة في عدد من الشوارع الرئيسية المحيطة، ما دفع العديد من السكان والمتابعين إلى التعبير عن امتعاضهم مما وصفوه ب”الارتجال غير المقبول” في تنظيم حدث بهذا الحجم.
في تمام منتصف الليل، صعدت شيرين إلى المسرح بعد تأخير طال أمده، وراجت شائعات بين الحاضرين بشأن خلافات مالية حالت دون انطلاق العرض في وقته المحدد.
أكدت مصادر متطابقة أن الفنانة طالبت بالحصول على مستحقاتها نقدا قبل اعتلائها المسرح، وهو ما يتنافى مع آليات الدفع الرسمية المعتمدة من قبل إدارة المهرجان، الأمر الذي أدى إلى تعطيل البرنامج وتذمر الجمهور من هذا التأخير غير المبرر.
وعلى خلاف التوقعات، لم تكن بداية الحفل في مستوى تطلعات الحاضرين، إذ اختارت شيرين أداء مقاطعها الأولى عبر تقنية “البلاي باك”، ما أثار موجة من الاستياء وردود فعل غاضبة بين الجمهور الذي طالبها مرارا بالغناء الحي.
ومع تصاعد الهتافات المطالبة بالأداء المباشر، تجاوبت الفنانة تدريجيا، لكنها لم تتمكن من إشعال الحماس المعتاد في مثل هذه السهرات، وظلت أجواء الحفل مشحونة ومتوترة رغم محاولاتها استعادة ثقة الجمهور.
وفي لحظة عفوية نادرة، دعت شيرين إحدى المعجبات للصعود ومشاركتها الغناء على المنصة، في مشهد إنساني لاقى ترحيبا نسبيا، لكنه لم يفلح في تغيير الصورة العامة للحفل.
فالكثير من الحاضرين رأوا في هذه المبادرة محاولة متأخرة لامتصاص غضب الجمهور، لكنها لم تنجح في التغطية على القصور في الإعداد الفني، أو تدارك الإخفاق في التواصل مع محبيها الذين انتظروا ظهورا مختلفا.
انتقادات لاذعة سرعان ما اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول نشطاء صورا ومقاطع توثق الفوضى وتردي جودة العرض، مطالبين بإعادة النظر في الطريقة التي يدار بها المهرجان.
اتهم البعض إدارة “موازين” بالإخفاق في توفير الحد الأدنى من التنظيم، بينما لم يتردد آخرون في تحميل شيرين مسؤولية الإرباك، مؤكدين أن تعاملها مع الحدث لم يكن في مستوى الاحتراف والاحترام الواجب لجمهور عريض جاء من أماكن متفرقة.
على الجانب الآخر، دافع عدد من المتابعين عن شيرين، معتبرين أن الوضع التنظيمي الهش انعكس على أدائها، وأن الفنانة بذلت مجهودا واضحا رغم العراقيل التي واجهتها.
ورأى البعض أن تحميلها وحدها مسؤولية فشل السهرة فيه مجانبة للإنصاف، مطالبين بالمحاسبة الإدارية للمسؤولين عن التنسيق والإعداد الفني، حتى لا تتكرر مثل هذه الصورة في فعاليات مستقبلية.
يأتي هذا الجدل ليزيد من علامات الاستفهام حول مستقبل مهرجان “موازين”، خاصة بعد سلسلة من العثرات التي رافقت دورته الحالية، والتي طالت فنانين آخرين وعروضا متنوعة عانت من ضعف الحضور وسوء التنظيم.
تطرح اليوم تساؤلات كثيرة حول ما إذا كانت إدارة المهرجان قادرة على استعادة ثقة الجمهور، وضمان جودة تليق بتاريخ هذا الحدث الذي لطالما شكل مرجعية فنية في العالم العربي وإفريقيا.
ورغم أن اسم شيرين لا يزال يحمل ثقلا فنيا في الساحة العربية، فإن مشاركتها في هذه الدورة قد تركت انطباعا ملتبسا لدى المتابعين، وأعادت فتح النقاش حول مدى قدرتها على المحافظة على صورتها الفنية وسط هذا الكم من الجدل والانتقادات.
وتبقى الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالكشف عن ما إذا كانت هذه السهرة لحظة عابرة في مسار الفنانة، أم بداية مرحلة جديدة تتطلب منها مراجعة الخيارات والتوجهات على أكثر من صعيد.

1

2

3

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا