في لقاء صحفي لها صرحت الفنانة المغربية كوثر براني أن العرض الذي ستحييه سيكون بمثابة لوحة فنية متكاملة، تحاكي تعدد الأنماط الموسيقية التي يزخر بها التراث المغربي. وأبرزت أنها ستمنح حيزا مهما لثقافة الريف التي تنتمي إليها، معتبرة أن من واجبها إبراز هذا الموروث الغني من خلال الغناء والتعبير الفني.
أوضحت براني أنها اختارت منذ انطلاقتها الاحترافية أن تسير في اتجاه مختلف عن السائد، حيث فضلت الغناء باللهجة المغربية والأمازيغية، عوضا عن التوجه للهجات المشرقية، مؤكدة أن القوة الحقيقية تكمن في التمكن من إيصال الثقافة المحلية إلى جمهور أوسع في العالم العربي، وهو ما تعتبره تحديا يستحق المغامرة.
وعن مشاركتها في مهرجان موازين، وصفت الفنانة وقوفها أمام جمهور المنصة العالمية بأنه تحقق لحلم طال انتظاره، مشيرة إلى أن هذا المهرجان يتميز عن غيره من حيث قيمته الفنية ودعمه المتواصل للمواهب المغربية. كما ثمنت الدور الذي تلعبه إدارته في إبراز تنوع الإبداع الموسيقي الوطني وإعطائه المساحة التي يستحقها.
في سياق حديثها عن فن الراي، شددت كوثر براني على حيوية هذا اللون الغنائي واستمراريته، رغم الجدل الدائر حول هوية “ملك الراي”، معتبرة أن هذا النمط الفني لا يمكن حصره في اسم واحد، بل يحمله أكثر من فنان بصموا على تاريخه وساهموا في انتشاره داخل وخارج المغرب.
أما فيما يخص علاقتها بمنصات التواصل الاجتماعي، فقد بينت أن هذه الوسائط أصبحت سلاحا ذا حدين. فهي من جهة تتيح للفنان التقرب من الجمهور والتعبير عن ذاته بحرية، ومن جهة أخرى تغرقه أحيانا في دوامة من الانتقادات السلبية والتعليقات الجارحة، مشددة على أهمية التمييز بين النقد البناء والهجوم غير المبرر، الذي يتطلب تدرجا في التحمل وبناء المناعة النفسية.
وقد كشفت الفنانة عن تجربة إنسانية تمثلت في إلغاء مشروع غنائي مشترك كانت تعتزم إطلاقه مع شقيقتها، بعد أن رفض الفريق الإنتاجي فكرة العمل الثنائي. وعبرت عن استيائها من القرار مؤكدة أن مشاركتها في العمل دون أختها أمر غير وارد بالنسبة لها، فاختارت التنازل عن المشروع بكل تفاصيله.
كما تطرقت براني إلى مشاركتها التمثيلية الأولى من خلال ظهورها كضيفة شرف في أحد مشاهد سيتكوم “مبروك الزيادة”، مبدية إعجابها وامتنانها للممثلين الذين وصفت أداءهم بالمحترف والدقيق، لكنها في الوقت نفسه عبرت عن ميولها الفنية الأكبر تجاه الغناء، الذي ترى فيه المساحة الأنسب لتجسيد مشاعرها وأفكارها.
من خلال كلماتها البسيطة والصادقة، رسخت كوثر براني مرة أخرى صورتها كفنانة تحمل مشروعا فنيا نابعا من عمق الهوية المغربية، مؤمنة بقدرتها على تجديد التراث وتقديمه بصيغة معاصرة دون التفريط في جذوره.
1
2
3