موقع اناقة مغربية وشهيوات و وصفات حلويات المغربية للمرأة المغربية الحادكة

مدينة مراكش تخلد ذاكرتها بتحضير طنجية عملاقة وسط احتفالات شعبية نابضة


عاشت مدينة مراكش لحظة غير مسبوقة استثارت الحواس وألهبت المشاعر، حين احتضنت فعالية مميزة داخل رحاب متحف فن الطبخ المغربي، تم خلالها طهي طنجية عملاقة هي الأولى من نوعها في تاريخ المدينة. جاء ذلك ضمن أنشطة مهرجان مراكش للموسيقى والطبخ الشعبي، حيث اجتمعت نكهات الأصالة بإيقاعات الاحتفال في مشهد ترك بصمة في الذاكرة الجماعية.
قاد هذه المبادرة الطهوية المبدع المعروف بلقب “بانا”، أحد أشهر الوجوه المراكشية التي ارتبط اسمها بفن الطبخ التقليدي، حيث أشرف بعناية على إعداد هذا الطبق الضخم باستعمال وسائل تقليدية وحطب مشتعل تنبعث منه رائحة الماضي العريق، ما جعل الطنجية ليست مجرد طبق بل تجربة حسية وروحية تعبر عن هوية المدينة.
بدأت تفاصيل الحدث بخروج موكب احتفالي من مسجد مولاي اليزيد بحي القصبة، ليمر في شوارع المدينة العتيقة وسط زغاريد النساء وأصوات الدقة المراكشية، وهي الفرق الشعبية التي تمثل جزءا من التراث اللامادي العالمي المصنف من قبل اليونسكو. وتحول الموكب إلى عرض احتفالي شعبي أضفى على الأجواء طابعا فرجويا مميزا يعكس تراث المدينة وروحها الجماعية.
وعندما وصلت الطنجية إلى ساحة المتحف في تمام السادسة مساء، استقبل الحضور الشيف بانا بتصفيق مدو وهتافات الفرح، حيث التحم الجمهور مع اللحظة عبر الغناء والتصفيق والرقص، في لحظة نادرة اجتمع فيها عبق الطبخ المراكشي بسحر الموسيقى والاحتفال.
الحدث لم يكن مجرد طهي جماعي، بل تحول إلى تجسيد حي لقيم الترابط بين الأجيال، حيث حضر السكان المحليون إلى جانب الزوار والمهتمين بثقافة المدينة، في احتفالية أعادت إلى الواجهة طقوسا تقليدية وكشفت عن عمق الموروث الذي يتقاطع فيه المطبخ مع الذاكرة والفن الشعبي.
وبين نغمات الدقة وأصوات المشاركين، عادت مراكش لتؤكد مكانتها كحاضنة للتقاليد ومسرح حي للثقافة الشعبية، حيث لا تزال الأطباق التقليدية مثل الطنجية تحفظ ملامحها القديمة، وتقدم في سياقات احتفالية تعيد رسم العلاقة الحميمة بين الناس وتاريخهم المشترك.

1

2

3

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا