في إطار سعيه لتقديم أعمال تحمل لمسة فنية مغايرة، أعلن المخرج هشام الجباري عن تفاصيل مشروعه الدرامي الجديد الذي يحمل عنوان “حبيبي حتى الموت”، والذي يمزج بين الكوميديا والرومانسية بأسلوب معاصر. وأوضح أن هذا العمل يسعى إلى تقديم رؤية مبتكرة حول العلاقات الزوجية، متجاوزا الطرح التقليدي المعتاد، عبر تسليط الضوء على التحديات اليومية التي تواجه الأزواج، من خلال قالب درامي مليء بالإثارة والتشويق.
وأشار الجباري إلى أن اختيار الثنائي سامية أقريو وعزيز الحطاب لبطولة السلسلة جاء بناء على دراسة دقيقة لمقومات الانسجام بين الشخصيتين، حيث يجمع بينهما تاريخ طويل من التعاون الفني ودرجة عالية من التفاهم، وهو ما أضفى على أدائهما مصداقية عالية. كما أن تقاربهما العمري وكاريزما كل منهما كان له أثر واضح في تجسيد الأدوار المسندة إليهما بشكل مقنع ومتناغم.
وتدور أحداث السلسلة حول قصة زوجين، يقرران الاحتفال بذكرى زواجهما في أجواء هادئة وبسيطة، لكن المفاجأة تأتي حين يجدان نفسيهما وسط جريمة قتل غامضة، تجعل منهما هدفا لسلسلة من المطاردات والأحداث غير المتوقعة. ومع توالي الحلقات، تنكشف خيوط الجريمة التي لم تكن مجرد مصادفة عابرة، بل تطرح تساؤلات حول النوايا الخفية، وتدفع الزوجين إلى إعادة النظر في علاقتهما وتفاصيل حياتهما المشتركة.
وتوقف الجباري عند خصوصية هذا النوع من الأعمال، مبرزا أن الكوميديا الرومانسية تحتاج إلى دقة كبيرة في البناء الدرامي، لأنها تستهدف شريحة واسعة من الجمهور، خاصة الأزواج والشباب. وأكد أن الحفاظ على التوازن بين الجانب الطريف والبعد العاطفي يتطلب حسا فنيا عاليا، كي لا تطغى إحدى الثيمتين على الأخرى، وبالتالي يفقد العمل جاذبيته.
وشدد المتحدث ذاته على أن هذه السلسلة تتجاوز حدود الترفيه، إذ تحمل بين طياتها رسائل إنسانية عميقة تتعلق بالحياة الزوجية، من بينها أهمية الحفاظ على جذوة الحب والمودة رغم كل الضغوطات. فالملل والروتين قد يتسللان إلى العلاقة دون سابق إنذار، لكن الإرادة في إعادة إشعال تلك الشرارة هي ما يصنع الفارق، وهو ما تحاول السلسلة إيصاله للمشاهد من خلال تطور علاقة “هناء” و”فريد”.
كما اعتبر الجباري أن العمل يسلط الضوء على أهمية إعطاء العلاقات الإنسانية مساحة كافية من الرعاية والاهتمام، مبينا أن اللحظات البسيطة قد تكون كفيلة بإحداث تغيير جوهري في مسار العلاقة. إذ أن الشخصية الرئيسية تجد نفسها أمام مفترق طرق، غير أن سلسلة الأحداث التي تعيشها مع شريك حياتها تدفعها لاكتشاف أبعاد جديدة في تلك العلاقة التي ظنت أنها أوشكت على الانتهاء.
واختتم التصريح بالإشارة إلى أن التصوير تم في مواقع مختلفة من مدينة الدار البيضاء ونواحيها، حيث جرى الاعتماد على ديكورات جديدة تواكب رؤية المخرج وتتناسب مع أجواء العمل. كما تشارك في السلسلة مجموعة من الوجوه المعروفة في الساحة الفنية المغربية، من بينهم رشيد وهشام الوالي، إلى جانب الزبير هلال وشهير محمد، ما يجعل من هذا العمل تجربة جماعية تحتفي بجمالية الأداء والتجديد في الشكل والمضمون.
1
2
3