كشف الممثل المغربي عز العرب الكغاط عن امتناعه عن المشاركة في عدد من الإنتاجات التلفزيونية، مرجعا ذلك إلى عدم اقتناعه بطبيعة الأدوار المقترحة عليه. وأوضح أنه يحرص دائما على انتقاء أدواره بعناية فائقة، إذ يسعى إلى الحفاظ على مستوى فني ينسجم مع المبادئ الجمالية التي تشكل قناعته الراسخة منذ بداية مسيرته التمثيلية.
وأكد الكغاط أن ظهوره المحدود على الشاشة الصغيرة يعود إلى اعتباره من طرف بعض المخرجين والمنتجين من بين الفنانين الذين يضعون معايير دقيقة لقبول الأدوار، مشددا على أنه لا يساوم على كرامته المهنية ولا يقبل أن يملى عليه من طرف من يمتلكون المال ويتعاملون مع الفنانين بمحدودية في التقدير. لكنه لا يتردد في مد يده للتعاون مع من يقدر جهده الفني، حتى وإن كانت إمكانياته المادية متواضعة.
وبين الفنان أنه لا يرى في البطولة هدفا يسعى إليه بأي ثمن، بل يعتبر جودة النص والأشخاص المشاركين في العمل من أهم أولوياته. وأبدى استغرابه من الإقبال المتزايد للجمهور على الإنتاجات الهزلية ذات الطابع التجاري، في حين تغفل الأعمال السينمائية التي تحمل عمقا سرديا وفنيا، رغم ما تبذله من جهد في الإبداع والإخراج.
وأوضح الكغاط أنه اعتذر عن أداء أدوار سلطوية عرضت عليه مؤخرا، لأنه لا يرغب في أن يظل محصورا في شخصيات نمطية سبق له أن أداها مرارا، مثل أدوار رجل السلطة أو الجنرال، مبرزا أن الممثل الحقيقي هو من يبحث عن التجديد وعدم التكرار في الأداء والشخصيات التي يتقمصها.
وأشار الكغاط إلى أن عامل السن لم يشكل يوما حاجزا أمامه، بل بات مطلوبا في أعمال تتطلب حضورا ناضجا ووجها يجسد الحكمة والتجربة، خاصة بعد رحيل عدد من الأسماء الكبيرة التي كانت تضفي ثقلا على الأعمال الفنية. وعبر عن سعادته باستمرار الطلب عليه رغم تقدمه في العمر، معتبرا ذلك مؤشرا إيجابيا على استمراريته ومكانته في الوسط الفني.
وعن ابتعاده عن المسرح في السنوات الأخيرة، تحدث بحسرة عن اشتياقه للوقوف على الخشبة التي يعتبرها موطنه الأصلي، غير أن غياب الدعم الكافي لهذا الفن جعله عاجزا عن مواصلة العطاء في فضاء لا يضمن حياة كريمة لمن يشتغل فيه، حسب تعبيره. وأضاف أن المشاكل الصحية التي تعرض لها مؤخرا كانت نتيجة اضطرابات على مستوى القلب، مؤكدا تقبله لفكرة الموت بإيمان ورضا، باعتباره أمرا حتميا لا مفر منه.
يذكر أن آخر ظهور لعز العرب الكغاط كان من خلال مشاركته في الفيلم السينمائي “سنة عند الفرنسيس”، الذي أنجزه المخرج والمنتج المغربي عبد الفتاح الروم، حيث جسد فيه شخصية تتماشى مع أسلوبه الفني المحافظ على الجودة والجدية.
1
2
3