موقع اناقة مغربية وشهيوات و وصفات حلويات المغربية للمرأة المغربية الحادكة

زهيرة صديق تبوح بجراح الطفولة وتكشف سر ارتباطها العميق بعالم المسرح


في حوار إنساني عميق أجرته الإعلامية شهرزاد عكرود، اختارت الفنانة المغربية زهيرة صديق أن تفتح نافذة على ماضيها، لتشارك لحظات عصيبة عاشتها في صمت طويل. إذ لم تكن طفولتها سهلة، بل حفلت بمواقف مؤلمة صنعت من ملامحها إنسانة قوية، وجعلت منها فنانة تحمل في ملامحها قوة التجربة ومرارة الفقد.
عندما فقدت والدتها وهي لا تزال في مقتبل العمر، وجدت زهيرة نفسها وسط دوامة من المشاعر المتضاربة، حيث افتقدت الحنان وواجهت واقعا قاسيا داخل بيت لم يحتوها. فقد عانت من قسوة زوجة والدها، التي فرضت عليها حياة مشحونة بالعنف والخذلان، محرومة من دفء الطفولة وبراءة الأيام، في ظل معاملة بعيدة كل البعد عن الإنسانية والرحمة.
ورغم هذه الظروف الصعبة، بقي والدها هو الملاذ الوحيد الذي تشبثت به، إذ كان بالنسبة لها مصدر القوة والدعم، وشجعها على الانخراط في عالم المسرح، الذي أصبح لاحقا متنفسها الوحيد وساحتها الحقيقية للتعبير. لقد لعب الأب دورا محوريا في إعادة بناء ثقتها بنفسها، إذ كان يشجعها على السير بخطى ثابتة نحو شغفها بالفن، دون أن يلتفت إلى العوائق التي كانت تحيط بها.
ومع التقدم في مسيرتها الفنية، اصطدمت زهيرة صديق بتحديات أخرى، كان أبرزها تلك اللحظة التي اضطرت فيها إلى بيع مجوهراتها لتأمين تكاليف عرض مسرحي بمراكش. هذا القرار الصعب لم يكن إلا ترجمة صادقة لإيمانها العميق برسالة المسرح، وشكل في الوقت ذاته دليلا على حجم التضحيات التي قدمتها في سبيل حبها لهذا المجال، الذي تعتبره جزء لا يتجزأ من كيانها ووجودها.
وتوالت الأزمات في حياتها، حيث كشفت عن موقف عصيب عاشته بعد تعرض ابنتها لحالة تسمم شديدة، جعلتها تعيش لحظات رعب مطلق أمام مشهد الطفلة وهي تصارع الموت. لكن العناية الطبية، مدعومة بإرادتها القوية وإيمانها بأن الأمل لا يموت، كانت كفيلة بإنقاذ الموقف. وقد حمل هذا الحدث معها وجعا مضاعفا، إذ أعاد إلى ذاكرتها أيام الحزن التي عاشتها بعد فقدان والدتها، وأحيا في قلبها جراحا لم تندمل بعد.
بهذه البوح الصادق، جسدت زهيرة صديق مسارا إنسانيا غنيا بالمحن والانكسارات، لكنه أيضا مملوء بعزيمة لا تلين. فهي لم تستسلم لصعوبات الحياة، بل واجهت كل أزمة بشجاعة نادرة، وظلت تحمل رسالة الفن في قلبها كوسيلة للتعبير عن معاناتها، ونافذة أمل للذين مروا بتجارب مشابهة.

1

2

3

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا