كمال كاظمي يعبر عن سعادته بنجاح مسلسل “على غفلة” ويروي كواليس هذه التجربة الفنية

يواصل الفنان المغربي كمال الكاظمي إثبات حضوره اللافت على الساحة الفنية، من خلال مشاركته المتميزة في المسلسل الدرامي الاجتماعي على غفلة، الذي يحظى حاليا بمتابعة واسعة وتفاعل كبير من قبل الجمهور المغربي. وقد استطاع الكاظمي أن يلفت الأنظار مجددا، من خلال تجسيده لشخصية أب غير مسؤول يتسبب في معاناة عائلية عميقة، وهو الدور الذي جمعه بالفنانة مونية لمكيمل في ثنائية مؤثرة لاقت إشادة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نظرا لطرحها علاقة إنسانية معقدة بين أب وابنته التي تواجه قسوة الحياة من أجل إعالة إخوتها.
وخلال تصريح صحفي، عبر كمال الكاظمي عن سعادته الكبيرة بالأصداء الإيجابية التي رافقت عرض العمل، مبرزا أنه لم يكن ضمن الخيارات الأولى لأداء هذا الدور، بل جاء انضمامه كتعويض عن ممثل آخر، وهو ما فرض عليه تحديا زمنيا كبيرا للتحضير للدور في فترة قصيرة جدا. وأكد أنه بالرغم من هذا الضغط، حاول أن يمنح الشخصية عمقا إنسانيا ينسجم مع الرسالة الاجتماعية للمسلسل، معتبرا أن التفاعل الجماهيري هو خير مكافأة للمجهود المبذول.
وأوضح الفنان أن مشاركته في المسلسلين “على غفلة” و”الحاج طاهر” جاءت بشكل غير متوقع، حيث صادف الأمر عودته المؤقتة من المسرح بعد سنتين من العمل المتواصل فوق الخشبة. وشدد على أن محدودية ظهوره في الأعمال التلفزيونية ليست مرتبطة برغبته أو اختياره، بل تعود بالأساس إلى خيارات المخرجين والقنوات، مشيرا إلى أن الأدوار تعرض عليه في أحيان محدودة جدا، وهو ما يحد من إمكانية حضوره الدائم على الشاشة.
وأضاف الكاظمي أنه رغم مشاركته في عشرات الأعمال المتنوعة بين الدراما والكوميديا، لا يشعر حتى الآن بأنه قدم كل ما يمكن أن يقدمه في مسيرته الفنية. وأوضح أن طموحه لا يزال كبيرا، وأنه بحاجة لتجسيد أدوار وشخصيات متعددة تسمح له بإبراز كامل إمكانياته التمثيلية، معتبرا أن الفنان الحقيقي لا يرضى عن نفسه بسهولة ويظل دائما في حالة بحث وتطوير.
وعن جديده الفني خارج الشاشة، كشف الفنان أنه يستعد لخوض جولة وطنية بمسرحية “أمولا نوبة”، من إنتاج فرقة “النورس”، وهي مسرحية من إخراج عبد النبي البنيوي ومقتبسة من النص الألماني الشهير “رجل برجل” للكاتب برتولت بريشت. وأعرب الكاظمي عن حماسه الكبير لهذا العمل المسرحي الذي يتيح له فرصة جديدة للقاء الجمهور المغربي في مختلف المدن، وتجديد الصلة مع المسرح الذي يعتبره القاعدة الأولى لكل فنان محترف.
وفي سياق حديثه عن علاقته بمواقع التواصل الاجتماعي، أشار كمال الكاظمي إلى أنه لا يهتم كثيرا بهذه المنصات الرقمية رغم إلحاح أصدقائه عليه بضرورة التواجد على “إنستغرام” وغيره من التطبيقات. وأكد أنه يفضل أن يظل بعيدا عن هذه العوالم الافتراضية، مفضلا التركيز على أعماله الفنية ومشاريعه الميدانية، وهو ما يعكس اختياره لنمط حياة فني كلاسيكي يختلف عن أغلب الفنانين الشباب في العصر الرقمي.
أما عن إمكانية اتخاذه قرار الاعتزال، فقد صرح الكاظمي بأنه لا يفكر في هذا الأمر إلا في حالة واحدة، وهي أن يمر المجال الفني المغربي بأزمة كبيرة تجعل الاستمرار فيه أمرا مستحيلا. لكنه سرعان ما تراجع عن هذه الفرضية مشددا على أن “الفن يسري في عروقه” وأنه لا يستطيع الابتعاد عن التمثيل لأنه جزء لا يتجزأ من كيانه الشخصي والمهني، مما يدل على ارتباطه العاطفي العميق بالمجال الإبداعي.
ويطل كمال الكاظمي حاليا على الجمهور المغربي من خلال أحداث مسلسل “على غفلة”، من تأليف الكاتبة أمينة الرايسي والمخرج جواد لحلو، وإنتاج شركة “عليان للإنتاج”. ويشارك في هذا العمل نخبة من نجوم التمثيل من مختلف الأجيال، بينهم سلوى زرهان، أسامة البسطاوي، ربيع القاطي، مراد الزاوي، مونية لمكيمل، غيثة برادة وآخرون. ويقدم المسلسل قصة اجتماعية محبوكة تسلط الضوء على قضايا أسرية شائكة بأسلوب درامي واقعي، ساهم في جذب انتباه المشاهدين وتحقيق نسب متابعة مرتفعة منذ بداية عرضه.