موقع اناقة مغربية وشهيوات و وصفات حلويات المغربية للمرأة المغربية الحادكة

في لحظة مؤثرة وثقتها زوجته بكلمات نابعة من القلب الدكتور يوسف بو عبد الله يعود من غزة إلى أرض الوطن


في واحدة من اللحظات الصامتة التي تختصر آلاف المشاعر في لقطة واحدة، عاد البروفيسور المغربي يوسف بو عبد الله إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء بعد إتمامه مهمة إنسانية خامسة داخل قطاع غزة المنكوب.
وقد اختارت زوجته الدكتورة إيمان مخلوفي أن تستقبله بمفردها هذه المرة دون سابق إعلان أو تنسيق، وقررت توثيق لحظة وصوله عبر مقطع فيديو مؤثر شاركته على حسابها الشخصي في إنستغرام، لتُترجم من خلاله امتنانها وفخرها بزوجها، الذي ما فتئ يمد يد العون للمحتاجين رغم الظروف القاسية.
لم يكن هذا اللقاء كسابقيه من حيث الشكل ولا الاستقبال، فبعد أن اعتاد الدكتور على استقبال الأصدقاء والنشطاء عند كل عودة، اختارت زوجته هذه المرة أن تكتفي بانتظاره وحدها، حيث كتبت بتأثر وهي تترقبه من خلف زجاج قاعة الوصول، أن دقات قلبها تسارعت وكأنها تراه لأول مرة،وهي تنتظر طلعته البهية، تساءلت بين نفسها عن المسار الطويل الذي قادهما إلى هذه النقطة، وتساءلت إن كان كل ذلك الجهد والمعاناة يستحقان ما وصلا إليه، لكنها سرعان ما وجدت الجواب في صور وفيديوهات احتفظت بها في هاتفها لضحايا العدوان، أطفال محروقو الأجساد، مقطوعو الأطراف، ومجردو الأرواح.
ولم تقف المشاعر عند حدود الحزن والأسى بل امتدت إلى لحظات من التأمل والاعتراف بفضل هذا الرجل، حيث تذكرت موقفًا إنسانيًا عابرًا جمعهما قبل سنوات خلال نزهة، عندما ساعد زوجها شابًا مجهولًا يجر عربة ثقيلة دون أن يتردد أو ينتظر شكرًا،ذاك المشهد الذي وثقته بعدسة هاتفها ظل محفورًا في ذاكرتها، وكانت تلك اللحظة بمثابة انعكاس عميق لجوهر شخصيته، ومن خلال تلك التفاصيل البسيطة فهمت زوجته أن هذا هو سبب ارتباطها به، لأنه رجل لا يتوقف عن تقديم المساعدة حتى في أبسط المواقف اليومية.
وقد كتبت الدكتورة إيمان كلمات غلبت عليها المشاعر الصادقة، عبّرت فيها عن اعتزازها بزوجها الذي لم يعلم أبدًا أنها التقطت ذلك المقطع، لكنها أرادت أن تشكره علنًا وتُبيّن كم أن قلبه عامر بالخير وحب الغير،وأشارت إلى أن رحلتهما ما زالت مستمرة رغم كل التحديات التي يواجهانها معًا، فهما سلكا طريقًا صعبًا عن وعي كامل، ومع ذلك لم يتراجعا لحظة عن قرارهما بمساندة الأبرياء حتى وإن تخلى عنهم الجميع.
أما لحظة وصول الدكتور يوسف إلى البوابة، فقد وصفتها بكلمات تنبع من العمق الإنساني، حيث شعرت براحة نفسية غريبة بعدما رأته من بعيد، فنهضت على الفور لتكمل معه مشوارًا لم يكتمل بعد،هو المشوار الذي اختاراه سويًا بمحض إرادتهما، رغم معرفة كليهما بالثمن الباهظ، ورغم أن عودته هذه المرة كانت هادئة إلا أن وقعها في القلب كان أعظم من أي احتفال صاخب، لأنها حملت بين طياتها كل معاني الوفاء والصدق والصبر.
وفي ختام رسالتها المصورة، اعتذرت الدكتورة إيمان من محبي زوجها ومن متابعيه لأنها ذهبت وحدها دون إشعار أحد، وطلبت الصفح بلغة رقيقة مفعمة بالمحبة والاحترام،فكتبت بكل صدق “الله يسامح”، في إشارة إلى أن ما جمعها بزوجها ليس فقط حياة مشتركة بل رسالة أعمق وموقف إنساني مستمر، تدرك من خلاله أن أفعال هذا الرجل تستحق التقدير والدعاء، لا التصفيق فقط.

1

2

3

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا