فيلم “الوترة” للمخرج إدريس الروخ، الذي سيعرض في القاعات السينمائية الوطنية ابتداءً من 16 أبريل الجاري، يقدم تجربة فنية وإنسانية متميزة، حيث يسلط الضوء على آلة الوترة الموسيقية التقليدية. يقدم العمل الفني نظرة عميقة في الحياة الاجتماعية والفنية، ويعكس التحديات التي يواجهها الفنان في ظل ظروف قاسية.
ينقل الفيلم قصة فنان شعبي يعزف على آلة الوترة، ويضطر بسبب الجفاف القاسي في قريته إلى مغادرتها بحثًا عن حياة أفضل في المدينة. في البداية، يتطلع الفنان إلى العثور على مكان له في المدينة، لكن سرعان ما يكتشف أن عالم المدينة لا يرحم. يجد نفسه في مواجهة واقع اجتماعي واقتصادي صعب، حيث تتوالى التحديات التي تضعه أمام اختيارات مصيرية قد تمس هويته الفنية والإنسانية.
في هذا السياق، يتناول الفيلم بشكل عميق تأثير التحولات الاجتماعية على الفنان التقليدي، ويفتح بابًا واسعًا للتساؤلات حول ارتباط الفن بالهوية الشخصية والمجتمعية. تتعرض شخصية الفنان لتحديات كبيرة حيث يواجه مفترق طرق يؤثر في قدراته الفنية وفي فهمه لدوره كفنان في هذا الزمن.
يحمل الفيلم رسالة قوية حول آلة الوترة، حيث تصبح هذه الآلة أكثر من مجرد أداة موسيقية في يد الفنان. تتحول الوترة إلى رمز للهوية والحنين إلى الجذور، وتصبح جزءًا لا يتجزأ من شخصية الفنان في مسار حياته. في قلب هذا العمل، نجد أن الفن ليس فقط وسيلة للتعبير عن الذات، بل هو الرابط الذي يجمع بين الماضي والحاضر، وبين الفنان ومجتمعه.
كما يعالج العمل أسئلة عميقة حول الانتماء والكرامة في زمن تتسارع فيه التحولات الاجتماعية والاقتصادية. يطرح الفيلم تساؤلات حول كيفية تأثير هذه التحولات على الفن والفنانين، ومدى قدرة الفن على الصمود في مواجهة التغيرات الكبيرة التي تحدث في المجتمع.
الفيلم من إنتاج حميد السرغيني، وتوزيعه أسماء اكريميش، ويجمع مجموعة من الفنانين المتميزين على رأسهم حميد السرغيني، إدريس الروخ، سحر الصديقي، وكريم بوخبزة. هؤلاء الفنانون يقدمون أداءً رائعًا في أدوارهم، مما يعزز من قيمة الرسالة الفنية التي يحملها الفيلم.
1
2
3