في إطار حديثه عن دوره في مسلسل “الشرقي والغربي”، أوضح الفنان المغربي حسن فلان أن الشخصية التي يجسدها في العمل تشبه إلى حد كبير شخصيته الحقيقية، مؤكداً أن الاندماج العميق مع الأدوار لا يأتي إلا بعد سنوات من الخبرة والممارسة في الفن. كما أشار إلى أن الحب يجب أن يكون الحافز لكل شيء في الحياة، وأكد أن هذا المبدأ ينعكس بشكل واضح في شخصيته الفنية.
تحدث حسن فلان في تصريح صحفي عن تفاصيل مشاركته في مسلسل “الشرقي والغربي”، مشيراً إلى التناغم الذي جمعه مع طاقم العمل وكيف أن جديته واندماجه مع شخصية “الشرقي” شكلت جزءاً من نجاح المسلسل. كما تطرق إلى الرسائل الاجتماعية التي يعالجها المسلسل والتي تتناول قضايا معاصرة تلامس الواقع، موضحاً كيف أن تلك القضايا انعكست على أدائه وتفاعل الجمهور مع الشخصية.
يتناول الفنان حسن فلان في حديثه عن شخصية “الشرقي” التي يؤديها في المسلسل، كاشفاً عن تفاصيل هذا الدور العميق والمعقد. يجسد في هذا العمل شخصية الأب عبد الله ديدان، الذي يعتبر رب أسرة متسلطة وله تأثير كبير في قرية العمل. ومع ذلك، يختلف تماماً عن بقية أفراد أسرته، فهو رجل مسالم، يرفض العنف ويعلي من قيمة المبادئ. كما أنه يفضل العيش ببساطة بعيداً عن الماديات، معتمداً على مبدأ قديم وهو “اللهم قليل ومداوم ولا كثير ومقطوع”، وهو ما يبرز عمق الشخصية التي يتقمصها.
إن شخصية “الشرقي” تتطلب من حسن فلان أن يكون بعيداً عن الكوميديا والفكاهة التي اشتهر بها في أعماله السابقة، مما جعل من دوره في هذا المسلسل تحدياً خاصاً له. فهو يركز على جديته في الأداء ويُظهر شخصية ترفض الترف والمظاهر الاجتماعية، كما ترفض أخذ المال من ابنه، مؤكداً بذلك على التزامه بالقيم الأصيلة. هذا الجانب من الشخصية يعكس قناعات الفنان الشخصية تجاه الحياة والمبادئ.
وبالحديث عن تعاونه مع طاقم المسلسل، أكد حسن فلان أنه لا يستطيع وصف العمل معهم إلا بكلمتين فقط: “جميل جداً”. وقال إن الاندماج بينه وبين زملائه كان أمراً طبيعياً، ويعود ذلك إلى طبيعة شخصيته التي تتسم بالمرونة. وأضاف أن الممثل يجب أن يمتلك قدرة على التأقلم مع جميع أفراد الفريق، مهما اختلفت أعمارهم أو اهتماماتهم. وبالتالي، من الضروري أن يكون الممثل “متعدد التخصصات”، كما يقول باللغة الفرنسية “Polyvalent”، ليتمكن من الاندماج في أي ظرف كان.
وقد أضاف فلان أن قدرة الممثل على التأقلم مع البيئة المحيطة به، ومع طاقم العمل، هي أساس من أساسيات نجاحه. كما أن هذه القدرة تتيح للممثل أن يكون أكثر إبداعاً في تقديم شخصياته المختلفة والمتنوعة. إن تفاعل الممثل مع زملائه في العمل يعكس مدى اتساع أفقه الفني وقدرته على الاندماج بشكل حقيقي مع كل ما يحيط به.
على الرغم من أن الفنان حسن فلان معروف بحس الفكاهة الذي يميز شخصيته في أعماله، إلا أن شخصية “الشرقي” كانت بعيدة تماماً عن الكوميديا. فعلى الرغم من أن فلان كان يميل إلى جلب البهجة في أغلب أدواره السابقة، إلا أن هذا الدور تطلب منه جدية أكبر. فقد كان يعمل على أن يكون ملتزماً جداً في تقديم شخصية “الشرقي”، وهو رجل يتمسك بمبادئه ويعيش حياة مستقلة بعيدة عن الرفاهية.
الفكاهة التي كان يعرف بها حسن فلان ظهرت بشكل نادر جداً في هذا العمل، مما يعكس التحدي الذي واجهه في تقديم الشخصية بواقعية. كما أن هذه الشخصية تتطلب عمقاً فكرياً في التعبير عن مواقف الحياة، بعيداً عن أي محاولة للتهوين أو الابتعاد عن جدية الموضوعات المطروحة.
من خلال تجربته الطويلة في التمثيل، يرى حسن فلان أن سر نجاحه يكمن في الاندماج الحقيقي مع الدور، فكل شخصية يقدمها يجب أن تكون نابعة من داخله. ويعطي مثالاً على ذلك في دوره في مسلسل “شوك الورد”، حيث جسد شخصية رجل مصاب بالزهايمر. وعن ذلك يقول فلان إنه استطاع تجسيد هذا الدور بحرفية عالية، وذلك بسبب تجاربه الشخصية مع والدته، التي كانت تعاني من نفس المرض.
1
2
3