في وقتنا الحالي، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي ساحة مفتوحة للعديد من الأنشطة التي كانت تعتبر خاصة أو مقدسة في السابق. من بين هذه الأنشطة، نجد مناسك العمرة التي أصبحت في الآونة الأخيرة محط اهتمام كبير من قبل المؤثرين والمشهورين، حيث يُظهرون تفاصيل رحلاتهم إلى الأماكن المقدسة عبر صور وفيديوهات. ومع تزايد هذه الظاهرة، لم تتردد الفنانة المغربية هند السداسي في التعبير عن استيائها من هذا التصرف.
في منشور لها على حسابها الشخصي في “إنستغرام”، أعربت هند السداسي عن استغرابها من تحول مناسك العمرة إلى نوع من “الموضة” التي يتم تصويرها ومشاركتها عبر منصات التواصل الاجتماعي. وأضافت في تدوينتها قائلة: “واش العمرة ولات على الموضة؟ أنا كنعرف الناس مشاو يتخشعو ويتقربو لسيدي ربي، ماشي صورني وأنا كندعي، هزلت”. بهذا التصريح، أعربت السداسي عن مشاعرها بشأن تحول مناسك العمرة إلى نوع من الاستعراض الشخصي، بعيدًا عن كونها مناسبة روحية.
هذا الموقف ليس الوحيد الذي يعبّر عن انتقاد هذه الظاهرة، فقد سبق أن تناول الإعلامي المغربي رضوان الرمضاني نفس الموضوع عبر حسابه على “إنستغرام”. في تدوينة له، أبدى الرمضاني استياءه من تصوير مناسك العمرة، مشيرًا إلى أن حتى البيت الحرام لم يسلم من هذا السلوك. وقال في تدوينته: “يا عباد الله حتى البيت الحرام موقروهش، واش كيمشيو يديرو العمرة ولا يتعاطاو؟ القمة ديال القرف، الله يعفو”. بهذا التصريح، ينتقد الرمضاني ما وصل إليه الأمر من استغلال الأماكن المقدسة لتحقيق الانتشار عبر وسائل التواصل.
تزايد هذه الظاهرة أثار الكثير من الجدل، حيث يرى البعض أن نشر صور وفيديوهات من مناسك العمرة يمكن أن يشوه الطابع الروحي لهذه التجربة، ويحولها إلى مجرد وسيلة للفت الأنظار أو استعراض الأفعال الدينية. في المقابل، يرى آخرون أن نشر هذه الصور يمكن أن يكون دافعًا لآخرين للتقرب إلى الله وإتمام مناسك العمرة، ولكن دون أن يكون ذلك دافعًا للرياء.
من ناحية أخرى، يعتبر الكثيرون أن مثل هذه التصرفات قد تساهم في تراجع قدسية الرحلات الدينية، حيث تتحول الأمور الروحية إلى مجرد مادة ترفيهية لجذب المتابعين. في حين أن هناك أيضًا من يبرر هذه التصرفات برغبة البعض في مشاركة تجربتهم الشخصية مع متابعيهم، معبرين عن مشاعرهم الإيمانية. في النهاية، يظل الأمر مثارًا للجدل بين من يرى أن هذه المشاركات تضر بجوهر العبادة ومن يعتقد أن الأمر ليس إلا صورة من صور التوثيق الشخصي.
1
2
3