عرفت عدة مناطق في المملكة، خاصة إقليم الحوز، موجة من التساقطات المطرية الغزيرة التي زادت من معاناة متضرري زلزال الحوز، خصوصا في جماعة ثلاث نيعقوب والمناطق المجاورة. ورغم مرور أكثر من عام ونصف على الكارثة، لا تزال العديد من الأسر تعيش في خيام مهترئة تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم، ما جعلها تواجه ظروفا قاسية في ظل موجة البرد القارس والتقلبات الجوية المستمرة.
1
2
3
ويجد متضررو زلزال الحوز أنفسهم محاصرين وسط الأمطار والصقيع، في خيام لا توفر لهم العزل الكافي من تسرب المياه والبرودة الشديدة. وتسببت الاضطرابات المناخية الأخيرة في تفاقم أوضاعهم، حيث باتت خيامهم غير قادرة على تحمل الظروف القاسية، ما يزيد من حجم الأضرار المادية والمعنوية التي يعانون منها منذ وقوع الزلزال.
وتطرح هذه الأزمة تساؤلات حول مدى جاهزية الحكومة لحماية متضرري زلزال الحوز من آثار الأمطار الغزيرة والبرد القارس، ومدى قدرتها على تسريع عملية إعادة الإعمار التي لا تزال متعثرة. وبينما تعهدت السلطات بتوفير حلول سريعة، لا تزال آلاف الأسر تنتظر تنفيذ الوعود التي طال انتظارها، وسط صعوبات يومية تجعل حياتهم أكثر قسوة.
ورغم أن الأمطار تشكل نعمة تترقبها البلاد لتعزيز مواردها المائية، إلا أنها تحولت إلى مصدر لمعاناة متضرري زلزال الحوز، بعدما أغرقت مساكنهم المؤقتة وجعلتهم يواجهون أوضاعا إنسانية صعبة. فلا يزال الكثير منهم يعانون بسبب عدم توفر مساكن دائمة تقيهم من قسوة المناخ، ما يفرض ضرورة إيجاد حلول مستدامة تضع حدا لمعاناتهم المتواصلة.
ومع استمرار الأمطار الغزيرة وانخفاض درجات الحرارة، يعيش متضررو زلزال الحوز أوضاعا تزداد سوءا يوما بعد يوم، ما يجعل التدخل العاجل أمرا ضروريا لإنقاذهم من هذه المحنة. وبينما يواصلون صمودهم وسط هذه الظروف القاسية، يبقى الأمل معلقا على تحرك سريع يضع حدا لهذه الأزمة الإنسانية التي طال أمدها.