مع قدوم شهر رمضان لعام 2025، تصدرت الأعمال الدرامية اهتمامات الجمهور المغربي، مما شكل تحولًا واضحًا مقارنة بالسنوات الماضية. فقد اعتاد المشاهدون على متابعة “السيتكومات” والسلاسل الكوميدية خلال هذا الشهر الكريم، لكن التوجه العام هذا العام بدا مختلفًا، حيث انجذب الجمهور بشكل أكبر نحو المسلسلات الدرامية ذات الطابع الاجتماعي.
ويعود هذا الإقبال المتزايد إلى طبيعة المواضيع التي تعالجها الدراما المغربية في هذا الموسم الرمضاني، حيث تم التركيز على قضايا اجتماعية مستوحاة من الواقع المغربي. هذه القضايا، التي تم طرحها بأسلوب درامي محكم، استطاعت أن تلامس وجدان المشاهد وتخلق تفاعلًا كبيرًا معه، مما ساهم في تعزيز مكانة الدراما على حساب الأعمال الكوميدية.
كما أن تنوع القصص والشخصيات في الإنتاجات الدرامية لهذا العام لعب دورًا محوريًا في جذب الجمهور، فقد قدمت المسلسلات حكايات مستوحاة من الحياة اليومية للمغاربة، ما جعلها أقرب إلى واقعهم وأكثر قدرة على التأثير فيهم. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الحبكة المتماسكة والأداء القوي للممثلين في جعل هذه الأعمال تحظى بإشادة واسعة من النقاد والجمهور على حد سواء.
ولا يمكن إغفال الدور الكبير الذي تلعبه منصات التواصل الاجتماعي في تعزيز انتشار الدراما المغربية، حيث أصبحت وسيلة رئيسية للترويج للأعمال الفنية. فقد ساعدت هذه المنصات في إيصال المشاهد المقتطفة من المسلسلات إلى جمهور أوسع، مما أدى إلى زيادة التفاعل عبر التعليقات والمشاركات، وبالتالي رفع نسب المشاهدة والإقبال على متابعة الحلقات الجديدة.
كما أن النقاشات التي تدور حول المسلسلات في الفضاء الرقمي تعكس مدى تأثر المشاهدين بمضامينها، حيث يتفاعل الجمهور بشكل يومي مع الأحداث والشخصيات، مما يزيد من شعبية الدراما المغربية. ومن جهة أخرى، أظهرت بعض الإحصائيات أن الإنتاجات الكوميدية لم تحقق نفس الزخم، إذ لم تستطع أن تقدم محتوى جديدًا يواكب تطلعات المشاهد، ما جعلها تفقد جزءًا من جمهورها لصالح الدراما.
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن الدراما المغربية تسير نحو ترسيخ مكانتها كأحد أبرز أنواع الإنتاج التلفزيوني في رمضان، خاصة مع استمرار تقديم قصص مشوقة تحاكي الواقع، إلى جانب الأداء المتميز لعدد من النجوم. ويرى المتابعون أن هذه الديناميكية الجديدة قد تدفع صنّاع الكوميديا إلى إعادة النظر في أعمالهم القادمة، بحثًا عن أساليب مبتكرة تعيد لهذا النوع من الإنتاجات بريقه وسط المنافسة الشديدة.
1
2
3