يترقب الجمهور المغربي، وخاصة عشاق الفن الأمازيغي، عرض سلسلة كوميدية جديدة تحمل عنوان “علال بوتماريوين”، والتي ستبث عبر القناة الثامنة خلال شهر رمضان المبارك.
هذه السلسلة تحمل توقيع المخرج عبد الإله مجاني وتجمع في بطولتها مجموعة من الفنانين المتميزين، يتصدرهم الفنان أحمد عوينتي، الذي يعود للجمهور في شخصية مختلفة عن أدواره السابقة، حيث اعتاد المشاهدون رؤيته في دور “أمغار” في العديد من الأفلام السينمائية الأمازيغية، لكنه هذه المرة يجسد شخصية الأستاذ في سياق درامي ممزوج بالكوميديا .
تدور أحداث هذه السلسلة حول الحياة اليومية للبطل، الذي يواجه تحديات عدة، سواء في محيطه العائلي أو في بيئة عمله، حيث يجد نفسه مضطرا للتعامل مع مسؤولياته كأب بعد أن فقد زوجته، فيرعى ابنته إلى جانب اهتمامه بأمه المريضة.
كما تسلط القصة الضوء على تعاملاته اليومية مع سكان الحي الذين يعيش معهم مواقف طريفة ومفاجآت غير متوقعة، مما يضفي على العمل لمسة كوميدية ممتعة ومتناسقة. وتأتي هذه السلسلة في قالب يجمع بين الضحك والمواقف الإنسانية، ما يجعلها مناسبة لجميع أفراد الأسرة خلال الشهر الفضيل .
الجانب الجمالي لهذه السلسلة يعززها اختيار أماكن تصوير تحمل طابعا نوستالجيا يضفي عليها رونقا خاصا، حيث تم انتقاء مواقع تصوير تعكس الأجواء الأمازيغية الأصيلة، مما يمنح العمل مصداقية وأصالة تعزز من جاذبيته لدى المشاهد.
كما أن استخدام اللغة الأمازيغية بحوارات سلسة ومشوقة يضفي قيمة ثقافية متميزة، تجعل من المسلسل فرصة لتعزيز حضور اللهجة الأمازيغية في الأعمال التلفزيونية الوطنية، إلى جانب تقديم محتوى فكاهي يحمل رسائل اجتماعية عميقة .
أما من حيث البنية الدرامية، فتتألف هذه السلسلة من ثلاثين حلقة، تمتد كل واحدة منها إلى سبع دقائق، مما يجعلها تجربة سريعة الإيقاع ومناسبة للعرض في الفترات الزمنية القصيرة خلال شهر رمضان.
هذا الاختيار في مدة الحلقات يسهم في الحفاظ على تركيز المشاهد واستمتاعه بالمواقف الكوميدية دون الشعور بالملل، مما يعكس توجها حديثا في صياغة الأعمال الرمضانية التي تسعى إلى تقديم جرعات مكثفة من الترفيه في وقت محدود .
يجتمع في هذا العمل إلى جانب الفنان أحمد عوينتي كوكبة من الأسماء الفنية التي أضافت لمسة خاصة على المسلسل، من بينهم الزاهية الزاهيري، فاظمة السوسي، الفنانة الشابة رابحة، والحسين القرشي، حيث شكلت هذه الأسماء توليفة متجانسة أعطت للعمل طاقة فنية جديدة.
فلكل فنان منهم أسلوبه الخاص في الأداء، مما ساعد في خلق انسجام متناغم بين الشخصيات، وجعل التفاعل بين الأبطال يبدو طبيعيا، وكأنهم يعيشون أدوارهم في الواقع وليس مجرد تمثيل .
يتوقع أن تحظى سلسلة “علال بوتماريوين” بمتابعة واسعة من قبل الجمهور، خاصة أنها تأتي في سياق تزايد الإقبال على الأعمال الكوميدية الخفيفة خلال شهر رمضان، حيث يفضل المشاهدون متابعة قصص تجمع بين الفكاهة والعبر الاجتماعية، في جو يناسب الأجواء العائلية الرمضانية.
كما أن نجاح الأعمال الأمازيغية في السنوات الأخيرة يعكس مدى اهتمام المشاهد المغربي بمثل هذه الإنتاجات، مما يعزز فرص نجاح هذه السلسلة ويجعلها إضافة قيمة للمشهد التلفزيوني المغربي .
1
2
3