أسبوع القفطان بالمغرب يحتفي بالإرث الصحراوي ويكرس القفطان كرمز للأناقة والتاريخ

في مناسبة استثنائية تحتفي بمرور خمسة وعشرين دورة على انطلاقه، يعود أسبوع القفطان بحلة جديدة تعكس روح التراث المغربي العريق. يقام الحدث في مدينة مراكش خلال الفترة من 8 إلى 11 مايو 2025، حيث سيتميز هذه السنة بثيمة مستوحاة من سحر الصحراء، التي تعتبر قلب الموروث الثقافي والفني للمملكة. يسعى هذا الحدث إلى إبراز جمالية القفطان المغربي من خلال الجمع بين عناصر الأصالة والتجديد، مما يعكس ارتباطه العميق بالهوية المغربية.
سيكون الحاضرون على موعد مع رحلة فريدة تأخذهم إلى أعماق الصحراء المغربية، حيث تلتقي رمالها الذهبية بصفاء السماء المليئة بالنجوم، ويستمد القفطان تفاصيله الفريدة من هذا المشهد الأخاذ. سيقدم المصممون المشاركون أعمالًا مستوحاة من الطبيعة الصحراوية، تعكس أنماطًا وزخارف تحاكي الحياة البدوية ومظاهرها المتميزة، مما يضيف لمسات إبداعية جديدة إلى عالم الأزياء المغربية.
على مدى أربعة أيام، ستتحول مراكش إلى مركز نابض بالحياة، حيث ستقام مجموعة من الفعاليات المتنوعة تشمل ورشات عمل متخصصة، ومعارض تراثية تبرز دقة الحرفية المغربية، إضافة إلى لقاءات مفتوحة تجمع بين عشاق القفطان وصناع الموضة. كما ستشهد هذه الدورة عروض أزياء يقدمها نخبة من المصممين المغاربة، الذين سيحرصون على تقديم تصاميم تمزج بين الفخامة التقليدية والرؤية العصرية.
يسلط الحدث الضوء على الصحراء المغربية بوصفها مصدر إلهام استثنائي يعكس غنى الإرث الثقافي للمملكة، مما يجسد تلاقح الماضي بالحاضر عبر إبداعات تعزز مكانة القفطان المغربي عالميًا. ويهدف المنظمون من خلال هذه النسخة إلى إبراز التنوع الذي يميز القفطان كموروث تاريخي متجدد، يتكيف مع متطلبات العصر دون أن يفقد هويته الأصيلة.
خلال العام الماضي، شهدت نسخة 2024 من أسبوع القفطان تطورا ملحوظا، حيث قدم تجربة فريدة امتدت عبر فضاءات متعددة في مراكش، ما جعلها محطة رئيسية تجمع بين الحرفيين والمصممين والخبراء في عالم الأزياء. وقد عزز هذا الحدث من مكانة القفطان المغربي عالميًا، حيث استطاع الجمع بين التراث والابتكار في تناغم يعكس العمق الثقافي لهذا الزي التقليدي.
منذ انطلاقه عام 1996 على يد مجلة “فام دي ماروك”، أصبح أسبوع القفطان أول منصة مغربية متخصصة في إبراز جماليات القفطان وتطويره بأسلوب يعكس الحداثة مع الحفاظ على أصالته. واليوم، لم يعد مجرد حدث لعرض الأزياء، بل تحول إلى ملتقى ثقافي وفني يعكس ثراء التراث المغربي، ويفتح المجال أمام المصممين الناشئين للظهور والتألق، مما يضمن استمرارية هذا الفن العريق عبر الأجيال.