هكذا احتفل الفنانون المغاربة بإدراج القفطان المغربي ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي

توافدت ردود الفعل المليئة بالفخر والاعتزاز بين الفنانين والمثقفين المغاربة فور الإعلان الرسمي عن تسجيل القفطان المغربي ضمن التراث الإنساني غير المادي من طرف منظمة اليونسكو، حيث اعتبر هذا الاعتراف العالمي خطوة مهمة لتسليط الضوء على رمزية القفطان كزي تقليدي يجمع بين التاريخ والهوية والأناقة، ويعكس ثقافة وطنية عميقة تمتد جذورها عبر القرون، كما أنه يضع المغرب في موقع الصدارة ضمن الدول التي تقدر الموروث الثقافي وتشجع على حمايته وصونه للأجيال القادمة.
الفنان حاتم عمور كان من أبرز الأصوات التي عبرت عن سعادتها بهذا الإنجاز الوطني، إذ أعاد نشر مقطع من أغنيته التي تتغنى بالقفطان، مصحوبا بكلمة قصيرة لكنها حافلة بالدلالات: “مبروك”، لتصبح رسالة تحمل فرحة شخصية ومجتمعية في آن واحد، وتجسد أهمية هذا الزي التقليدي في الثقافة المغربية، وهو ما يعكس ارتباط الفنان بالهوية وبالتقاليد التي تميز بلده عن غيره.
كما أضاف حاتم عمور تعليقا آخر جاء فيه أن تسجيل القفطان تراثا عالميا يمثل أكثر من مجرد لقب أو جائزة، بل هو فوز بالاعتراف بتاريخ طويل وحضارة غنية وهوية متجذرة في نسيج المجتمع المغربي، مؤكدا أن القفطان ليس مجرد لباس تقليدي بل حكاية وطنية تحاك بالخيط والإبرة، تحكي قصص الأجيال السابقة وتترك بصمة واضحة على الحاضر، بما يجعل كل قطعة منه شاهدة على الفن والإبداع والمهارة اليدوية التي توارثها الحرفيون عبر الأزمنة.
من جانبها، أعربت الفنانة أسماء لمنور عن فرحتها الكبيرة بهذا القرار، حيث نشرت عبر خاصية “الستوري” على حسابها ب“إنستغرام” تدوينة أكدت فيها أن القفطان المغربي يجمع بين الفن والعادات والمهارات التقليدية الدقيقة، وهنأت كل المغاربة بهذا الاعتراف الدولي، مشددة على أن هذا التراث يعكس أصالة الثقافة المغربية ويضيف بعدا جديدا للحضور الفني والثقافي للمغرب على مستوى العالم، ويعيد التأكيد على القيمة الرمزية للقفطان بوصفه جسرا بين الماضي والحاضر.
هذا التفاعل الفني الواسع يدل على مكانة القفطان في الوجدان المغربي، فهو ليس مجرد لباس وإنما إرث يربط بين الإبداع والحرفية والأصالة، ويعكس الانسجام بين التراث والمجتمع المعاصر، كما يعزز دور المغرب الثقافي في الساحة الدولية ويبرز قدرة الموروث التقليدي على الصمود والبقاء، رغم التطورات السريعة التي تشهدها الموضة وأساليب الحياة الحديثة، وهو ما يجعل القفطان عنوانا للهوية الوطنية والفخر الجماعي.
ومع هذا الاعتراف الأممي، يواصل القفطان نسج قصته بين الأجيال، ليصبح جسرا حيا يربط الماضي بالحاضر، ويحمل رسالة ثقافية وهوية وطنية إلى العالم، محافظا على جمالياته وتفاصيله الدقيقة التي تعكس الحرفية المغربية، ويذكر الجميع بأن التراث يمكن أن يكون ركيزة للفخر الوطني ووسيلة للتواصل مع الحضارات الأخرى، كما يعزز مكانة المغرب كمركز للثقافة والفن التقليدي الذي يروي تاريخا عريقا وموروثا لا يضاهى.

1

2

3

هكذا احتفل الفنانون المغاربة بإدراج القفطان المغربي ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي