استقطبت الممثلة والمخرجة الأمريكية جودي فوستر أنظار الحاضرين خلال مشاركتها في النسخة الثانية والعشرين من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، حيث ألهبت المشاعر بكلمتها المؤثرة التي عبرت فيها عن فرحتها الكبيرة بالوقوف أمام جمهور يعشق السينما ويقدر الفن بشكل عميق، كما أعربت عن امتنانها للفرصة التي أتيحت لها لمشاركة المنصة مع مجموعة من المخرجين العالميين البارزين، من بينهم المخرج الكوري الشهير بونغ جون هو، في أجواء غنية بالتبادل الفني والثقافي التي تعكس روح المهرجان المميزة.
وخلال حديثها أمام الحضور، استعادت فوستر مراحل مسيرتها الفنية الطويلة التي امتدت منذ ستينيات القرن الماضي، متذكرة بداياتها المبكرة في عالم السينما وكيف شكلت تلك السنوات الأولى حجر الأساس لشغفها بالفن، مرورا بعصر الذهب للسينما الأمريكية في السبعينات الذي شهد إبداعها ونضوج موهبتها، وصولا إلى الوقت الراهن الذي ما تزال فيه محافظة على روحها الشغوفة بسرد القصص واستكشاف جوهر الإنسان. وأكدت أن التمثيل بالنسبة لها ليس مجرد عمل مهني، بل نافذة للتواصل مع الناس والتعمق في فهم مشاعرهم وتجاربهم الإنسانية المتنوعة والمعقدة، وهو ما يجعل كل دور تقوم به تجربة فريدة ومليئة بالتحديات.
كما عبرت النجمة الأمريكية عن تقديرها الكبير لفريق العمل الذي تعاونت معه في فيلمها الأخير “Vie Privé”، موجهة شكرا خاصا للمخرجة ريبيكا زلوتوفسكي ولكل أفراد الطاقم الذين ساهموا في إنجاح العمل، مشيرة بروح مرحة إلى دورها في الفيلم كامرأة تعمل محللة نفسية لكنها غير بارعة في الإصغاء للآخرين، ما أتاح لها تجربة كوميدية وإنسانية في الوقت ذاته، وأكدت أن مثل هذه التجارب تعزز فهمها للعلاقات الإنسانية وتعطيها القدرة على تقديم أدوار أكثر عمقا وواقعية على الشاشة.
وفي معرض حديثها عن المغرب، أعربت جودي فوستر عن إعجابها بجمال المملكة وروح ضيافتها الدافئة، مشيرة إلى أن تجربتها في المهرجان كانت فرصة للاطلاع على الثقافة المغربية الغنية والتفاعل مع الجمهور الذي استقبلها بحفاوة وود، مؤكدة أن التنظيم المميز والاهتمام بكل تفاصيل الفعالية جعلا من زيارتها تجربة لا تنسى، كما عبرت عن امتنانها للقائمين على المهرجان ولكل من ساهم في جعل هذه اللحظات الفنية مليئة بالدفء والإلهام.
كما ركزت فوستر على أهمية اللقاءات المهنية والثقافية التي جمعتها بزملائها من المخرجين والفنانين المشاركين في المهرجان، مشيرة إلى أن تبادل الخبرات والقصص الفنية ساهم في إثراء رؤيتها الإبداعية وفهمها لتقنيات السرد السينمائي المختلفة، وهو ما يعكس قيم التعاون الفني والتواصل الإنساني الذي يعتز به كل من يعمل في مجال السينما ويبحث عن الابتكار والإبداع المستمر.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن التمثيل بالنسبة لها يظل نافذة حقيقية لفهم الإنسان ومشاعره وتناقضاته، وأن الفن يقدم لها وسيلة للتعبير عن القيم الإنسانية والتحديات المجتمعية بطريقة عميقة ومؤثرة، مشددة على أن كل دور جديد يمثل فرصة للتجربة والإبداع ويعكس التزامها الدائم بتقديم أعمال فنية تتميز بالصدق والروح الإنسانية، وهو ما يجعل حضورها في أي مهرجان مناسبة للاحتفاء بالسينما والفن على حد سواء.
1
2
3