يعتبر المخرج المغربي إبراهيم الشكيري من أبرز المبدعين في المشهد التلفزيوني والسينمائي بالمغرب، حيث عرف بتقديم أعمال تمزج بين العمق الاجتماعي والأسلوب الفني المبتكر. وقد انطلق مؤخرا تصوير مشروعه الجديد، المسلسل الدرامي “علاش أغزالي”، الذي يحمل رؤية واضحة تسعى إلى تقديم سرد معاصر يعكس ثقافة المجتمع الأمازيغي ويبرز التقاليد المحلية ضمن إطار درامي جذاب.
كشف الشكيري في تصريح للصحافة أن العمل يسعى إلى مزج التجربة الواقعية للشخصيات مع الطابع البصري المميز للفضاء الأمازيغي، ما يمنح المشاهد فرصة للاطلاع على تفاصيل الحياة اليومية في المنطقة بطريقة فنية راقية. كما شدد على أهمية أن تكون الشخصيات غنية بالبعد الإنساني والصراعات الحياتية، بما يضمن تفاعلا صادقا من الجمهور مع الأحداث.
ويشارك في المسلسل طاقم فني متنوع يضم مجموعة من نجوم الدراما الأمازيغية، من بينهم محمد عتيق، نبيل أحرير، حسناء أولميش، حادة شهبوني، صباح واسع الدين، سناء عزا، معتصم واسو، سعيد ضريف وسناء جدوبي، إلى جانب وجوه جديدة تحمل طاقات شابة. وقد تم اختيار هؤلاء بعناية لتقديم أداء يليق بالبعد الواقعي للعمل ويعكس مشاعر الشخصيات بشكل صادق.
ويؤكد الشكيري على أهمية كل مرحلة من مراحل الإنتاج، مع تركيز خاص على الإخراج البصري الذي يسلط الضوء على جمال الطبيعة الأمازيغية ويخلق تجربة مشاهدة غنية، تعكس الحس الجمالي للفضاء المحلي. كما أن طريقة معالجة الأحداث تعتمد على دمج العادات التقليدية مع أسلوب السرد المعاصر، ما يجعل الأحداث أكثر قربا للمشاهدين ويبرز تنوع الهوية الثقافية المغربية.
يركز فريق العمل على صياغة قصة اجتماعية متجددة، تجمع بين القيم التقليدية والانفتاح على الأساليب الدرامية الحديثة، ما يعزز فهم المشاهدين للثقافة المحلية ويبرز الخصوصية الأمازيغية في صورة ممتعة وجاذبة. كما يسهم المسلسل في تعزيز حضور الدراما الناطقة بالأمازيغية على الشاشات، ضمن إطار يربط بين التراث والتجربة المعاصرة.
ويذكر أن الشكيري، الذي يمتلك مسيرة غنية بين السينما والتلفزيون، حقق مؤخرا نجاحا كبيرا مع الموسم الثاني من السلسلة الكوميدية “أولاد يزة”، حيث حصل على جائزة أفضل عمل تلفزيوني في مهرجان تونسي، الأمر الذي دفعه إلى التحضير لموسم ثالث بعد الاستحسان الكبير الذي حظيت به السلسلة بين الجمهور، وهو ما يعكس قدرته على مزج النجاح الفني مع التوجهات الحديثة في صناعة الدراما.
1
2
3