لطيفة أحرار تكشف مسارها الفني وتؤكد تميزها في قيادة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي

لطيفة أحرار، الممثلة والمخرجة المغربية المعروفة، تعد من الأسماء البارزة في الساحة الفنية بالمغرب منذ سنوات، حيث ولدت عام 1971 وتخرجت من المعهد الوطني للتنشيط الثقافي والفن المسرحي عام 1995. تميزت أحرار في أعمالها بين التلفزيون والسينما والمسرح، وشاركت في مسلسلات وأفلام مثل “نسيب الحاج عزوز”، “من دار لدار”، و”ساعة في الجحيم”، كما نالت شهرة واسعة بسبب ولعها بالمسرح الذي أصبحت تدرسه بنفس المعهد الذي تتولى إدارته.
كشفت لطيفة أحرار في تصريح للصحافة عن نجاحها في مباراة توظيف أستاذ التعليم العالي بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، مما أثار نقاشا واسعا حول هذا التعيين الذي جاء بعد حصولها على شهادة الدكتوراه بميزة “جيد جدا” مع توصية بالنشر، حيث تناولت أطروحتها موضوع “المسرح الوثائقي بين المسرح والسينما” واستكشفت إمكانية توظيف الوثيقة كأسلوب مبتكر في كتابة الواقع.
وجاء هذا التعيين ليضع أحرار في موقع مزدوج، حيث تشغل منذ 2022 منصب مديرة المعهد وتصبح في الوقت نفسه أستاذة محاضرة فيه، مما جعل بعض الأصوات تتساءل عن مبدأ تكافؤ الفرص داخل الوسط الأكاديمي، بينما رأى آخرون أن هذا يعكس المسار الأكاديمي والفني المتصاعد الذي تمتلكه أحرار.
ويعتبر هذا المنصب الثالث الذي تحققه أحرار خلال ثلاث سنوات، بعد أن عينها وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عضوا في مجلس إدارة الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي سنة 2024، ما يعكس حضورها البارز في الحقل الأكاديمي والإداري إلى جانب مسيرتها الفنية.
المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، المعروف اختصارا ب ISADAC، يعد مؤسسة مغربية تأسست عام 1985 تحت إشراف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ويختص في تكوين أطر عليا في مهن التمثيل والإخراج والنقد المسرحي والتلفزيوني، إضافة إلى الكتابة المسرحية وسينوغرافيا الديكور وتقنيات الخشبة، مع تزويد الطلبة بتكوين أساسي في التنشيط الثقافي وفنون العرائس والملابس والإضاءة والصوت، ما يجعل المعهد منبرا هاما لتطوير الكفاءات الفنية والمسرحية بالمغرب.
رغم الجدل الذي صاحب هذا التعيين، فإن نجاح لطيفة أحرار في المباراة يعكس إصرارها على الجمع بين الجانب الأكاديمي والفني، ويؤكد التزامها بنقل خبرتها إلى الجيل الجديد من المسرحيين، بينما تظل تجربتها مصدر إلهام للفنانين الشباب الذين يسعون لتحقيق التوازن بين العمل الإبداعي والإشراف الأكاديمي في الوقت نفسه.