مدينة العيون تتزين استعدادا للاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء

شهدت مدينة العيون إطلاق فعاليات الاحتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، التي تحتفل بها المملكة في السادس من نونبر من كل عام. وقد أشرف على الانطلاقة الرسمية لهذه الاحتفالات والي جهة العيون-الساقية الحمراء عبد السلام بيكرات، إلى جانب والي أمن العيون حسن أبو الذهب ورئيس جماعة العيون حمدي ولد الرشيد، بمشاركة وفد مرافق يضم شخصيات مدنية وعسكرية وممثلين منتخبين. وتم خلال هذه المناسبة تزيين شوارع وأزقة المدينة ومواقعها العامة بمجسمات ضوئية أضفت جمالية خاصة على المدينة مساء يوم الخميس.
واختارت السلطات المحلية شارع الحسن الثاني بالعيون السفلى ليكون نقطة انطلاق الاحتفالات، وهو الشارع الذي ارتبط اسمه بمسيرة الاستقلال الوطني ومبادرة المسيرة الخضراء. وبعد ذلك، توجه الموكب الاحتفالي نحو ساحة المشور السعيد أمام قصر المؤتمرات، الذي شهد هو الآخر تغييرات شاملة لإضفاء روح الاحتفال، حيث زينت جدرانه بالزليج المغربي الأصيل، وتم تثبيت مجسمات ضوئية أضفت على المكان بعدا فنيا مميزا، ما جعل المعلمة تحتفي بالذكرى بشكل متناسق مع إرث الملك الراحل الحسن الثاني منذ زياراته للمدينة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي.
وأكدت الجهات المنظمة حرصها على أن تعكس هذه الفعاليات التاريخ العريق للمسيرة الخضراء من خلال المزج بين الفن المحلي والرموز الوطنية، مع التركيز على إشراك جميع شرائح المجتمع في الاحتفاء بهذه الذكرى الوطنية. وقد ساهمت الإضاءات والمجسمات في إضفاء جمالية بصرية على المعالم العامة وإبراز الأهمية الرمزية للشوارع والساحات المختارة لهذا الحدث.
وتشكل ساحة المشور السعيد محورا رئيسيا في هذه الاحتفالات، حيث استقبلت الزوار بمزيج من الزليج التقليدي والإضاءات الفنية التي أضفت حيوية على المكان. كما حرص المنظمون على أن تكون جميع عناصر التزيين متسقة مع هوية المدينة وتراثها الثقافي، ما يعكس الروح الوطنية للمسيرة الخضراء ويعيد تأكيد ارتباط العيون بتاريخ المغرب الحديث.
وقد لاقت هذه الفعاليات تفاعلا كبيرا من طرف المواطنين والزوار، الذين أعربوا عن إعجابهم بالجانب الفني والإبداعي للعرض الضوئي، إضافة إلى الروح الوطنية التي سادت الاحتفالات. كما سلطت هذه المبادرة الضوء على قدرة المدينة على الجمع بين الأصالة والحداثة في تنظيم الأحداث الوطنية الكبرى، ما يعزز مكانتها الثقافية والتاريخية على المستوى الوطني.
واختتمت الاحتفالات بعرض مميز للمجسمات الضوئية التي ضمت رموزا تاريخية ووطنية، ما جعل سكان المدينة والزوار يشعرون بالفخر والانتماء الوطني. وبرزت أهمية مثل هذه الفعاليات في تعزيز الوعي بتاريخ المغرب وإبراز التراث المغربي الأصيل، إلى جانب إبراز الدور الرمزي للملك الراحل الحسن الثاني في مسيرة الاستقلال الوطني والمراحل المهمة التي شهدتها البلاد على مر العقود الماضية.