مراكش تتألق ضمن قائمة المدن الأكثر سعادة في العالم لعام 2025

جاءت مدينة مراكش المغربية لتؤكد مرة أخرى مكانتها العالمية، بعد أن احتلت المرتبة الخامسة عشرة في تصنيف مجلة “تايم آوت” البريطانية لأكثر المدن سعادة على وجه الأرض لعام 2025. وتمكنت المدينة الحمراء من التفوق على عدد من العواصم العالمية الكبرى مثل دبي وهانوي وجاكرتا، فيما حلت بعد مدن لامعة كمدينة بورتو البرتغالية وسيدني الأسترالية وتشيانغ ماي التايلاندية. أما المراتب الثلاث الأولى، فقد كانت من نصيب أبوظبي وميديين وكيب تاون التي تصدرت القائمة بفضل جودة الحياة فيها وتنوع أنماط العيش.
كما ضمت القائمة مدنا متنوعة من مختلف القارات، إذ جاءت مكسيكو سيتي ومومباي وبكين وشنغهاي ضمن المراتب الوسطى، تلتها شيكاغو وإشبيلية وملبورن التي أكملت المراكز العشرة الأولى. أما فالنسيا وغلاسكو فقد أنهتا القائمة ضمن أكثر عشرين مدينة تبعث على السعادة في العالم، مما يعكس التعدد الثقافي والاختلاف في أساليب الحياة التي يمكن أن تمنح الشعوب شعورا بالرضا والبهجة.
اعتمدت المجلة في تصنيفها على دراسة ميدانية واسعة شملت أكثر من ثمانية عشر ألف شخص من سكان مدن متعددة حول العالم. وقد طلب من المشاركين الإجابة عن سلسلة من الأسئلة التي تتعلق بالحياة الثقافية، والمطاعم المحلية، ومستوى الخدمات، وسهولة التنقل، وتكلفة المعيشة، إضافة إلى جودة الحياة اليومية ومدى الرضا عنها. وكان الهدف من هذه الأسئلة رصد إحساس الأفراد بالسعادة داخل بيئتهم الحضرية ومدى ارتباطهم الإيجابي بمدنهم.
ولم تكتف الدراسة بتحليل المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية، بل ركزت على الجوانب الإنسانية والعاطفية في التجربة اليومية لسكان المدن. فقد تم قياس مدى شعور المشاركين بالفرح والانتماء ومدى انسجامهم مع نمط الحياة السائد في أماكن إقامتهم، وهو ما يمنح هذا التصنيف طابعا أكثر عمقا وشمولية في فهم مفهوم السعادة الحضرية.
واعتمدت منهجية التقييم على خمس عبارات رئيسية كان على المشاركين تحديد مدى اتفاقهم معها. ومن بين هذه العبارات: “مدينتي تجعلني سعيدا”، و“أشعر بسعادة أكبر فيها مقارنة بغيرها”، و“الناس في مدينتي يبدون سعداء”، و“أستمتع بتجارب الحياة اليومية فيها”، و“ألاحظ ارتفاع مستوى السعادة في مدينتي خلال الفترة الأخيرة”. وقد شكلت النسبة الإجمالية للإجابات الإيجابية على هذه الأسئلة أساس الترتيب النهائي.
وبهذا الإنجاز، تواصل مراكش ترسيخ صورتها كمدينة نابضة بالحياة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، حيث تمتزج فيها الثقافة المغربية العريقة بنمط الحياة العصري. ويبدو أن سر سعادتها يكمن في دفء أهلها، وحيوية شوارعها، وغناها بالتجارب الحسية والإنسانية التي تجعل الزائر يشعر وكأنه يعيش داخل لوحة من الفرح الدائم.

1

2

3

مراكش تتألق ضمن قائمة المدن الأكثر سعادة في العالم لعام 2025