يعد الفنان أمير علي من أبرز الأصوات المغربية التي جمعت بين الطرب الأندلسي وفنون الملحون وعيساوة، وهو الاسم الذي صقل مسيرته الفنية على مدار سنوات طويلة، قبل أن يهاجر إلى أمريكا ويبتعد عن الساحة الفنية لأكثر من أربعة عقود. ويعرف أمير علي بعشقه للموسيقى التقليدية المغربية، وبمهارته في العزف على الكمان والعود، مما جعله شخصية فنية تجمع بين الأصالة والتجديد.
كشف أمير علي في تصريح للصحافة أنه عاد إلى الساحة الفنية بعد غياب دام 42 سنة، حاملا مشروعا فنيا يهدف إلى توجيه الشباب نحو التراث المغربي الأصيل، ومواجهة ما وصفه بالأعمال الفنية الساقطة، مؤكدا أنه يستعيد جذوره الفنية بأسلوب حديث وروح متجددة، مع الحرص على توزيع عصري يحافظ على هوية الموسيقى المغربية.
وأشار أمير علي إلى أن مسؤولية صون التراث المغربي تقع أيضا على عاتق الأسر، إذ يجب عليها تعريف أبنائها بالأنماط الموسيقية المتنوعة، وتشجيعهم على الاستمتاع بالأعمال الراقية، بعيدا عن التأثر بالمواد الفنية الهابطة المنتشرة في وسائل الإعلام المختلفة.
وأوضح الفنان أن جهوده الحالية مكرسة لإحياء فنون الملحون وعيساوة وضمان استمرارها للأجيال القادمة، مؤكدا أن هذه المساعي تمثل جزءا من محاربته للفن الهابط، والعمل على توسيع دائرة تقدير الموسيقى التراثية بين الشباب، بما يحفظ الهوية الثقافية المغربية.
وأضاف أمير علي أنه بدأ مسيرته كمطرب قبل أن يتخصص لاحقا في العزف على الكمان والعود، موضحا أن حبه للملحون والموسيقى المغربية مرتبط بجذوره ومكان نشأته، إذ ترعرع بمدينة مكناس وتلقى تدريبه على يد شيوخ كبار، الأمر الذي مكنه من اجتياز مختلف الأنماط الموسيقية، بما فيها الكلاسيكية والجاز والموسيقى المعاصرة، مستفيدا من موهبته وقدرته على التنقل بين هذه الأنماط بسلاسة.
وبخصوص التمثيل، أكد أمير علي أنه يركز حاليا على الموسيقى، لكنه لا يستبعد المشاركة في أعمال سينمائية أو تلفزيونية إذا عرضت عليه أدوار مناسبة، مشددا على أن المخرج هو من يوجه الممثل ويحدد قدراته، وأن التوجيه الصحيح يمنح أي فنان فرصة النجاح في التمثيل.
كما أعرب أمير علي عن رفضه التوجه للمطالبة بالمشاركة في التظاهرات الفنية، مؤكدا أنه يعيش من عمله ولا يعتمد على أي جهة لتحقيق دخله، وأن التواجد في الفعاليات الفنية حق لكل الفنانين، وفي الوقت نفسه تبقى للشركات حرية اختيار المشاركين وفق رؤيتها الفنية، مؤكدا أن فرض النفس على الجهات يقلل من قيمة الفنان ويخالف مبادئه المهنية.
1
2
3