مونية لمكيمل تكشف كيف تمنحها تجربتها الفنية مساحة لتجسيد أعماق الإنسان ومشاعره

تعتبر مونية لمكيمل من أبرز الوجوه الفنية المغربية التي استطاعت أن تحجز مكانتها بين الجمهور من خلال أعمال متنوعة تجمع بين الكوميديا والدراما الاجتماعية. وتتميز بأسلوبها الهادئ وأدائها المرهف، مما يجعلها قادرة على تقديم شخصيات تحمل أبعادا إنسانية ونفسية متعددة. خلال موسم رمضان الحالي، تتألق مونية في عمل جديد يمثل تجربة مختلفة تفتح أمامها آفاقا للتجربة والتجديد الفني.
كشفت مونية لمكيمل في تصريح صحفي عن مدى حرصها على تقديم شخصية تحمل طابعا متشابكا بين الحياة الشخصية والمجتمعية. وأوضحت أن هذا العمل يسمح لها بالاستكشاف الفني لزوايا داخلية للشخصية، وهو ما يجعل المشاهد يتعرف على طبقات متباينة من السلوكيات والتصرفات الإنسانية.
تحكي أحداث العمل قصة رب أسرة يعيش مع ابنتيه ضمن بيت يزخر بالتقاليد والذكريات، ويحاول جميع أفراد العائلة الحفاظ على إرث الشركة العائلية عبر التوازن بين الحداثة والتقاليد. ورغم تحسن وضعهم الاقتصادي، يبقى الطابع البسيط في حياتهم اليومية حاضرا بشكل واضح. ويتعامل أفراد الأسرة مع تحديات العصر الجديد بحذر، في سعيهم للارتقاء مع الحفاظ على القيم والمبادئ التي نشأوا عليها.
تؤدي مونية دور “فاطمة”، الشابة المثقفة والناجحة في مجالها المهني، لكنها شخصية متحفظة ومنطوية في حياتها الخاصة. تحمل فاطمة شغفا غنائيا عميقا، يظهر فقط في لحظات بعيدة عن أعين الآخرين، خاصة والدها، خشية أن يسبب ذلك توترا داخل العائلة. هذه الشخصية تمنح مونية فرصة لتجسيد التناقض بين الحياة العملية والحياة العاطفية الداخلية بأسلوب حيوي ومؤثر.
تتصاعد الأحداث عندما تتطور علاقة عاطفية بين فاطمة وزميلها في العمل، لكنها تختار الاحتفاظ بجوانب حياتها الشخصية سرية. وينتج عن هذا التوازن بين الكتمان والانفتاح مواقف إنسانية مليئة بالكوميديا والدراما، تعكس صراعات يومية يعيشها الكثير من الأفراد داخل المجتمع، وتسلط الضوء على التحديات النفسية والاجتماعية بشكل مقنع وجاذب للمشاهد.
عبرت مونية لمكيمل عن تقديرها الكبير للعمل مع المخرجة لميس خيرات، التي وصفتها بالشخصية المتمكنة والحنونة في الوقت نفسه. وأشادت بقدرتها على خلق بيئة آمنة للفريق الفني، وتقديم التوجيهات الدقيقة التي تعزز أداء الممثلين وتمنحهم شعورا بالثقة أثناء التصوير.
يعود السيناريو إلى الثلاثي إدريس ومهدي ويحيى فاندي، بينما تتولى شركة “إيماج فاكتوري” الإنتاج لصالح القناة الأولى المغربية. ويضم العمل مجموعة مميزة من النجوم من مختلف الأجيال، ومن بينهم كمال كاظيمي، سحر الصديقي، رشيد رفيق، جليلة التلمسي، ويسري المراكشي، بالإضافة إلى مواهب شابة مثل لبنى شكلاط، أيوب أبو النصر، فاطمة بوشان، وزهور السليماني.