قمر السعداوي تعبر عن عشقها للكوميديا وتواصل ترسيخ حضورها الفني

تعد قمر السعداوي من الوجوه النسائية التي استطاعت أن تفرض نفسها في مجال الكوميديا المغربية، بفضل قدرتها على تجسيد الشخصيات بأسلوب ساخر ولغة قريبة من الناس. وها هي تواصل ترسيخ مكانتها من خلال مشاريع تجمع بين الخشبة والكاميرا، في رحلة فنية تنبض بالحيوية وروح الدعابة.
ضمن هذا السياق، تضع السعداوي اللمسات الأخيرة على عرض مسرحي فردي تعده بعناية كبيرة، تنوي من خلاله خوض جولة فنية تشمل عدة مدن. وينتظر أن يكون هذا العرض تجربة استثنائية تعكس أسلوبها الخاص في تناول المواضيع الاجتماعية بروح مرحة وشكل تفاعلي مع الجمهور.
وفي موازاة ذلك، تطل قمر على الشاشة الصغيرة من خلال السلسلة الكوميدية “مبروك علينا”، التي أخرجتها صفاء بركة وتعرض على قناة وطنية. وتدور أحداث هذا العمل في قالب طريف تستمد مواقفه من الحياة اليومية، حيث تلعب فيه دور “فتيحة”، الشابة المرتبطة عاطفيا بشاب لا يعمل، ما يخلق أجواء مشحونة بالمفارقات الساخرة.
وترى السعداوي أن الكوميديا تمنحها مساحة أوسع للتعبير مقارنة بالأدوار الجادة، إذ تعتبر هذا النوع من التمثيل قريبا من شخصيتها ويتيح لها إيصال الرسائل بطريقة خفيفة وعميقة. كما تؤمن بأن النجاح في هذا المجال يتطلب حسا فنيا دقيقا وقدرة على التقاط التفاصيل التي تضحك وتعبر في الوقت نفسه.
تدور الحبكة الرئيسية للسلسلة حول زوجين شابين يعيشان أولى تجارب الحياة العائلية، ويستقبلان أسرتيهما في منزلهما بعد ولادة طفلهما الأول. ومن خلال هذا التعايش المؤقت، تنبع مواقف مضحكة ناتجة عن تصادم الأفكار واختلاف طرق التربية، مما يخلق أجواء مليئة بالتوتر اللطيف والطرافة.
هذا العمل شهد أيضا عودة الفنان عزيز الحطاب إلى الأدوار الكوميدية، بعد أن ركز لسنوات على الأعمال الدرامية، مما أضاف إلى التجربة نكهة مختلفة. وقد اعتمد فريق الإنتاج على ممثلين يحملون طاقات متجددة من أجل منح العمل حيوية أكبر ولمسة جديدة على مستوى الأداء الجماعي.
ضم طاقم العمل أسماء معروفة وأخرى صاعدة، من بينها المهدي فولان، سلوى زرهان، عدنان موحجة، سعيدة باعدي، وسعاد حسن، كما أطلت ابتسام العروسي في دور مغاير إلى جانب رفيق بوبكر، الذي يواصل تعاونه المتكرر مع المخرجة صفاء بركة، مما يعكس انسجاما فنيا طويل الأمد بينهما.
أما من الجانب الإنتاجي، فقد تكفلت شركة “ديسكونيكتد” بإنجاز هذا المشروع تحت إشراف خالد النقري، وتم التصوير في مواقع مألوفة بمدينة الدار البيضاء سبق أن احتضنت عدة أعمال فكاهية. ويعكس هذا العمل استمرار الرهان على الكوميديا كخيار رئيسي في المشهد الفني المغربي، وإيمانا بدورها في ملامسة وجدان المتفرج بلغة الضحك والإيحاء.