الفنان نسيم حداد يعيد إحياء فن العيطة برؤية معاصرة تتجاوز الحدود الجغرافية

يطل الفنان المغربي نسيم حداد من جديد بمبادرة فنية تحمل بصمة خاصة، تجمع بين الموروث الثقافي المغربي والتجديد الإبداعي، حيث أطلق مشروعه الفني “Ayta World Tour” الذي يدمج بين أصالة فن العيطة وقوة الأداء المعاصر، مما جعله محط اهتمام واسع في الأوساط الفنية والجماهيرية. يعكس هذا المشروع رغبة حقيقية في النهوض بالفن الشعبي المغربي وإيصاله إلى العالمية، عبر رؤية فنية تتخطى الإطار التقليدي.
يعرف نسيم حداد ليس فقط بصوته المتفرد في أداء فن العيطة، بل أيضا بمسيرته الأكاديمية المتميزة، إذ يحمل شهادة الدكتوراه في الفيزياء النووية، وقد سبق له أن اشتغل في المركز الأوروبي للأبحاث النووية ضمن فريق تجربة ATLAS، ما يجعله نموذجا للفنان المثقف الذي يجمع بين العلم والفن في مسار استثنائي. هذه الخلفية العلمية تضيف عمقا لتجربته الفنية وتبرز مدى تنوع اهتماماته.
حظيت الأغنية الأخيرة لنسيم حداد، المستوحاة من روح العيطة، بإقبال جماهيري لافت داخل المغرب وخارجه، حيث نالت نسب استماع عالية في بلدان عربية عدة مثل السعودية، الإمارات، مصر، قطر، السودان ولبنان، وهو ما يبرهن على أن الفن المغربي قادر على عبور الحواجز اللغوية والثقافية والوصول إلى قلوب جمهور متنوع بتلقائية وإحساس صادق.
ولا يتوقف مشروع “Ayta World Tour” عند الجانب الموسيقي فقط، بل يشمل أيضا إصدار عمل توثيقي ضخم بعنوان “موسوعة العيطة”، المقرر نشره خلال شهر شتنبر، إلى جانب تقديم عروض فنية موسيقية على خشبات مسارح دولية مرموقة مثل مسرح “Grand Rex” بباريس، و”Opéra Berlioz” بمدينة مونبلييه، والمسرح الملكي بأمستردام، إضافة إلى تنظيم معرض متنقل يستعرض أدوات موسيقية تقليدية ويسلط الضوء على تطور الأداء الشعبي المغربي عبر الأزمنة.
ومن أبرز المحطات المنتظرة في هذا المشروع الطموح، الحفل الكبير الذي سيقام في ساحة “موروكو مول” بالدار البيضاء يوم السبت 5 يوليوز، والذي يرتقب أن يكون الحدث الأكبر في تاريخ فن العيطة، نظرا لما يعد به من عروض فنية مبتكرة وتنظيم احترافي يعكس حجم الرهان الثقافي والفني لهذا العمل.
يسعى نسيم حداد من خلال هذه المبادرة إلى تقديم العيطة بصيغة معاصرة تحافظ على جوهرها وتتناسب مع ذوق الأجيال الجديدة، معتبرا أن التميز الحقيقي في الفن ينبع من الصدق، إذ أن التعبير النابع من الإحساس العميق يجد طريقه مباشرة إلى المتلقي، دون الحاجة إلى شرح أو تأويل.

1

2

3

الفنان نسيم حداد يعيد إحياء فن العيطة برؤية معاصرة تتجاوز الحدود الجغرافية