ليلة فنية مرتبكة: شيرين عبد الوهاب تختتم موازين وسط فوضى تنظيمية وانتقادات جماهيرية

خديجة زاز 

1

2

3

لم تكن الليلة الختامية للدورة العشرين من مهرجان “موازين إيقاعات العالم” على مستوى التوقعات، بعدما شاب حفل الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب ارتباك كبير منذ لحظاته الأولى، وسط أجواء من الفوضى التنظيمية التي أثارت استياء واسعا لدى الجمهور والمتابعين.

ورغم الحماس الكبير الذي رافق الإعلان عن عودة شيرين إلى المهرجان بعد غياب دام تسع سنوات، فإن العرض الفني لم يخلُ من المشكلات، سواء على المستوى التنظيمي خارج المنصة أو خلال الحفل ذاته.

ازدحام خانق وتأخر الدخول

الآلاف من محبي الفنانة المصرية توافدوا إلى منصة النهضة منذ الساعات الأولى من مساء السبت، حاملين تذاكرهم وبطاقاتهم أملا في حضور سهرة استثنائية. غير أن مشاكل كبيرة في التنظيم حالت دون ذلك، حيث شهدت مداخل المنصة اكتظاظًا شديدا، وتأخرًدا في عمليات الولوج، ما تسبب في طوابير خانقة وانتظار لساعات طويلة تحت ضغط أمني وإداري واضح.

وقد أدت هذه الأوضاع إلى شلّ حركة المرور في عدة شوارع رئيسية بالعاصمة، وسط استياء السكان والمارة، خصوصا أن محيط المنصة تحول إلى ما يشبه منطقة مغلقة، بفعل الإجراءات الأمنية المرتبكة وغياب التنسيق الكافي.

أداء باهت وتأخر غير مبرر

ومع حلول منتصف الليل، ظهرت شيرين أخيرا على المسرح، بعد تأخر فسره البعض بخلافات تتعلق بمستحقاتها المالية، حيث أفادت مصادرنا بأن الفنانة اشترطت تسلم أجرها نقدا قبل الصعود، ما خالف الأعراف المعمول بها في المهرجان القائم على التحويل البنكي الرسمي، وتسبب في تأخير انطلاق العرض، حسب ذات المصدر.

وفي الوقت الذي كان الجمهور ينتظر أداء مباشرا يليق باسمها وتجربتها، اعتمدت شيرين في بدايات الحفل على تقنية “البلاي باك”، وهو ما أثار امتعاض فئة من الحاضرين الذين طالبوها بالغناء الحي، مرددين هتافات “غني بصوتك..”. وقد تجاوبت لاحقا مع الطلب، لتغني بصوتها مباشرة، إلا أن التفاعل لم يبلغ مستوى الحماس المعتاد في سهرات موازين.

لحظات عفوية لا تكفي

وسط الأداء المتأرجح، سمحت شيرين لإحدى معجباتها بالصعود إلى المسرح والغناء معها، في لقطة حملت طابعا عفويا وإنسانيا، إلا أنها لم تكن كافية لتعويض النقص في الإعداد أو تغيير الانطباع العام بأن الحفل لم يرتقِ إلى التطلعات.

جدل واسع وتساؤلات

ما جرى في الحفل أثار موجة من الانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد من المتابعين عن استيائهم من ضعف التنظيم، ومن طريقة تعامل الفنانة مع جمهورها. واعتبر البعض أن ما حصل لا يليق بتاريخ مهرجان عريق يُفترض أن يحترم جمهوره ويؤمّن له ظروف متابعة راقية.

وفي المقابل، دافع آخرون عن شيرين، معتبرين أن المشاكل التنظيمية أثّرت على أدائها، وأن الفنانة حاولت إنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل أجواء مضطربة.

مستقبل المهرجان على المحك؟

تأتي هذه الانتقادات في ختام دورة شهدت أصلا تعثرات سابقة، أبرزها ضعف الحضور في بعض العروض، ومشاكل تقنية في أخرى، ما يطرح تساؤلات جدية حول قدرة إدارة المهرجان على تدارك هذه الاختلالات في الدورات المقبلة، والحفاظ على سمعة موازين كواحد من أبرز المواعيد الفنية في العالم العربي وإفريقيا.

ورغم أن شيرين تبقى من أبرز الأسماء الغنائية في الساحة العربية، فإن مشاركتها هذه المرة لم تخل من الجدل، وقد تساءل كثيرون إن كانت هذه العودة قد خدمت تجربتها الفنية أم أساءت إليها.

شيرين في مفترق طرق؟

وفي خضم هذا الجدل، عبر عدد كبير من الحاضرين عن خيبة أملهم الكبيرة من أداء شيرين وسلوكها خلال الحفل، معتبرين أن ما جرى على منصة النهضة قد يكون بمثابة النقطة الفاصلة في مسارها الفني، وذهب البعض إلى وصفه بـ”نهاية رحلة فنية كانت حافلة ذات يوم”، إن لم تقم الفنانة بمراجعة ذاتها والتصالح مع جمهورها، سواء على المستوى الفني أو الإنساني.

ليلة فنية مرتبكة: شيرين عبد الوهاب تختتم موازين وسط فوضى تنظيمية وانتقادات جماهيرية