أقدمت شركة XtendVision، المتخصصة في تكنولوجيا الهولوغرام، على اتخاذ مسار قضائي ضد جمعية “مغرب الثقافات”، المشرفة على تنظيم مهرجان موازين، بسبب استخدام غير مشروع لصورة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، من دون العودة إلى أصحاب الحقوق الرسمية أو الحصول على إذن قانوني. وقد وصفت الشركة ما جرى بأنه خرق واضح لاتفاقيات الملكية الفكرية، مستنكرة تجاهل الجهات المنظمة لمبدأ احترام الإرث الفني.
1
2
3
المشروع الذي كانت تعتزم XtendVision تقديمه في المهرجان تحت عنوان “حليم: تجربة الحفل الهولوغرامي التفاعلي”، كان سيشكل سابقة عالمية بفضل الدمج بين الأداء الهولوغرامي الحي والتفاعل المباشر مع الجمهور، إلى جانب أوركسترا موسيقية حية ومؤتمر صحفي باستخدام التقنية ذاتها. وقد نال العرض موافقة مبدئية من إدارة المهرجان، إلا أن تغييرات لاحقة فرضتها الجهة المنظمة تسببت في انسحاب الفريق التقني.
وأشارت الشركة إلى أن أسباب انسحابها تعود إلى إخلالات تقنية وتنظيمية من أبرزها تخصيص قاعة لا تفي بالشروط التقنية المطلوبة، ومنح مهندسي المشروع يوما واحدا فقط للإعداد، وهو ما اعتبرته تهديدا مباشرا لجودة وسلامة التجربة الفنية. وعبرت XtendVision عن أسفها لما وصفته بعدم احترام الشروط المتفق عليها مسبقا من طرف إدارة مهرجان موازين.
المثير للجدل أكثر، هو إدراج عرض بديل في البرنامج الرسمي للمهرجان، يعتمد على نسخة هولوغرام أخرى للفنان الراحل عبد الحليم حافظ، من إنتاج شركة إماراتية تدعى NDP، سبق وسحب منها ترخيص الاستخدام بسبب ما وصف سابقا ب”تشويه ملامح الفنان وعدم احترام صورته”. هذا الأمر دفع XtendVision إلى التحرك قانونيا بإرسال مذكرات تحذيرية إلى الجهات المسؤولة.
وقد أكدت XtendVision أن بحوزتها تفويضا قانونيا من ورثة عبد الحليم حافظ يمنحها الحق الحصري على مستوى العالم لتقديم العروض الهولوغرامية الخاصة بالفنان. وتعتزم الشركة، وفق مصادرها، رفع دعاوى قضائية في المغرب ومصر والإمارات، مع المطالبة بتعويضات مالية تتجاوز مليون دولار نظرا للضرر المعنوي والمادي الذي لحق بها جراء هذا الاستخدام غير المرخص.
وتعيد هذه الأزمة طرح تساؤلات ملحة حول غياب إطار قانوني صارم ينظم حقوق استخدام صور الفنانين الراحلين في المغرب، حيث ما تزال مسألة الترخيص الفني غامضة وتتسم بالضبابية. كما تكشف الواقعة عن الحاجة الماسة إلى سن قوانين جديدة لحماية الإرث الفني من أي استغلال أو تشويه تحت غطاء العروض الرقمية.
وقد عبرت XtendVision عن أسفها لاتخاذ هذا المسار، لكنها شددت على أن الدفاع عن صورة عبد الحليم حافظ يتجاوز كونه مسألة تجارية، بل هو التزام أخلاقي بحماية إرث فني يمثل جزءا من الذاكرة الثقافية العربية.