على هامش مشاركتها في مهرجان موازين في دورته العشرين، وجدت الفنانة اللبنانية نانسي عجرم نفسها في قلب عاصفة من الانتقادات الواسعة التي انطلقت من جمهور مغربي مستاء من تصرف اعتبر مستفزا. فقد أثير جدل كبير بعدما أحجمت نانسي عن التفاعل مع العلم المغربي الذي قدم لها أثناء صعودها إلى منصة النهضة، مكتفية بأخذ باقة من الورود من مقدمة الحفل دون إبداء أي تقدير للرمز الوطني.
وانطلقت موجة الغضب عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر عدد كبير من النشطاء المغاربة أن هذا السلوك يعكس لامبالاة تجاه مشاعر الشعب المغربي، مؤكدين أن تجاهل العلم لم يكن مجرد تفصيل عابر بل موقفا يمس الكبرياء الوطني. وقد عبر كثيرون عن استيائهم، داعين إلى إعادة النظر في استضافة بعض الفنانين الذين لا يبدون أي احترام للقيم الرمزية للمملكة.
التفاعل الشعبي لم يقتصر على انتقاد نانسي عجرم فقط، بل طال أيضا إدارة مهرجان موازين، التي تعرضت بدورها لهجوم واسع بسبب ما اعتبره الجمهور تبذيرا للمال العام في استضافة فنانين لا يقدرون الجمهور المغربي ولا يلتزمون بالبروتوكولات الرمزية المتعارف عليها في مثل هذه المناسبات. وقد أعرب عدد من المتابعين عن خيبة أملهم من طريقة تنظيم بعض السهرات التي تفتقر إلى الحد الأدنى من مراعاة التفاصيل الثقافية.
وقد ذهبت بعض التعليقات إلى حد المطالبة بإقصاء الفنانة اللبنانية من الفعاليات المستقبلية، معتبرين أن حضورها مجددا سيكون بمثابة تقليل من شأن المغاربة وإهانة صريحة للمناسبات الوطنية التي تكتسي طابعا خاصا لدى الجمهور. كما عبر آخرون عن استغرابهم من غياب أي موقف توضيحي أو اعتذار رسمي من طرف الفنانة المعنية أو من اللجنة المنظمة.
ويذكر أن مهرجان موازين يحظى بمتابعة إعلامية واسعة ويحاول الترويج لصورة المغرب كوجهة ثقافية وفنية مرموقة، ما جعل كثيرين يرون أن مثل هذه الحوادث قد تضعف من رصيد المهرجان وتشوه صورته أمام الرأي العام المحلي والدولي، خصوصا إذا تكررت مثل هذه التصرفات دون أي تدخل من الجهات المنظمة.
وسط هذا السجال، يبقى السؤال المطروح حول حدود المسؤولية الفنية والأخلاقية التي ينبغي أن يتحلى بها كل فنان يصعد على خشبة مهرجان بمكانة موازين، في بلد عرف عنه ترحيبه بالفنانين من مختلف الجنسيات، ولكن دون المس برموزه السيادية التي تعد خطا أحمر لا ينبغي تجاوزه تحت أي ظرف.
1
2
3