المسلسل الدرامي “على غفلة” يفرض حضوره بقوة ويجذب المتابعين بعمق قصته وأداء أبطاله

لفت العمل الدرامي “على غفلة” الأنظار بقوة منذ بداية عرضه، حيث تمكن من أن يحقق نسب متابعة مرتفعة وتفاعلا واسعا عبر مختلف منصات التواصل، مما منحه مكانة بارزة بين الإنتاجات التلفزيونية لهذا الموسم. ويعود هذا النجاح إلى التوازن الذي يقدمه المسلسل بين عناصر الإثارة والدراما الواقعية التي تلامس قضايا إنسانية واجتماعية قريبة من المتلقي.
جاء النص السردي للمسلسل محكما من حيث البناء والحوار، إذ استطاع أن ينقل مشاعر الشخصيات بدقة وصدق، وهو ما جعل الجمهور يتفاعل بعمق مع مسار الحكاية. كما أن الجانب البصري للعمل، من خلال التصوير والإخراج، أضفى أبعادا فنية جعلت المشاهد ينغمس أكثر في أجواء الحلقات ويتتبع الأحداث بشغف واهتمام.
تدور القصة حول شخصية “فرح”، وهي شابة تجد نفسها في صراع مرير بين رغبتها في تحقيق ذاتها من جهة، وضرورة تلبية التزاماتها تجاه إخوتها من جهة أخرى. حيث تتوالى التحديات أمامها وتجبرها على التخلي عن طموحاتها الشخصية من أجل البقاء سندا لعائلتها، وهو ما يطرح تساؤلات حول حدود التضحية والإيثار داخل الأسرة.
يبرز المسلسل أيضا الجوانب النفسية والإنسانية للبطلة، من خلال تسليط الضوء على صراعها الداخلي بين الحب والعمل والعائلة. وقد أحسن فريق العمل تجسيد هذه الحالة بدرجة عالية من الحس الفني، مما أتاح للمشاهد التماهي مع تفاصيل المعاناة التي تعيشها “فرح” في كل مشهد.
شارك في تشخيص أدوار العمل ثلة من نجوم الشاشة المغربية، يتقدمهم ربيع القاطي، وسلوى زرهان، ومريم الزعيمي، إلى جانب فاطمة الزهراء بناصر، وأسامة البسطاوي، ومونية لمكيمل، وكمال الكاظيمي، وغيثة برادة. كما عرفت السلسلة عودة الفنان مراد الزاوي إلى الساحة الفنية، بعد فترة غياب أثارت فضول جمهوره المتعطش لأعماله.
يمثل “على غفلة” نموذجا دراميا يزاوج بين الواقعية والجرأة في الطرح، ويعكس تطور الإنتاجات المغربية التي باتت تراهن على القصص الإنسانية العميقة والمعالجة الفنية الرفيعة.

1

2

3

المسلسل الدرامي "على غفلة" يفرض حضوره بقوة ويجذب المتابعين بعمق قصته وأداء أبطاله