عبد الرحمن بورحيم يغادر إلى دار البقاء بعد تخليد اسمه في سجل الفن الأمازيغي

غابت عن سماء الفن الأمازيغي إحدى نجومها المضيئة، برحيل الفنان المتميز عبد الرحمن بورحيم، الذي عرف بلقبه الفني “بورحيم أوتفنوت”، عن عمر ناهز السابعة والثمانين. وقد أسلم الروح في منزله الكائن بمنطقة تيفنوت، الواقعة ضمن النفوذ الترابي لإقليم تارودانت، بعدما بصم مسيرة حافلة بالعطاء والإبداع.
تميّز الراحل بحضوره اللافت في الساحة الثقافية، حيث لم يقتصر نشاطه على مجال واحد، بل نسج مسيرته بين طيات الشعر الأمازيغي، وفنون التمثيل، وصياغة السيناريوهات. واستطاع من خلال أعماله أن يكون صوتًا يعكس عمق الهوية الأمازيغية، ويُسهم في تثبيت ملامحها ضمن المشهد الفني الوطني.
بدأت رحلته الإبداعية في ستينيات القرن الماضي، حين اختار الأحياء الشعبية فضاءً أوليا للتعبير، فكانت منصته الأولى التي منها انطلقت ملامح موهبته. ثم واصل مشواره ليكون من الرواد الأوائل في إنتاج أشرطة الأناشيد الدينية الأمازيغية، قبل أن يلج بوابة التمثيل خلال التسعينيات، مساهماً بأدوار ذات قيمة فنية وروحية.
لم يكن بورحيم مجرد ممثل أو كاتب نصوص، بل كان رجل فكر يحمل على عاتقه رسالة فنية وإنسانية نبيلة، تنبض بحب الأرض واللغة والتاريخ. وقد استطاع أن يؤسس لحضور نوعي، حافظ من خلاله على أصالة التراث الأمازيغي، وساهم في نشره وتعزيزه على مدى عقود.
برحيله، تفقد الثقافة الأمازيغية شخصية استثنائية، ظلت وفية لقيمها ومرجعياتها، لكنه يبقى حاضراً في الذاكرة الجماعية، بفضل ما خلّفه من أعمال شاهدة على موهبته وإيمانه العميق بدور الفن في بناء الوعي وتكريس الهوية.

1

2

3

عبد الرحمن بورحيم يغادر إلى دار البقاء بعد تخليد اسمه في سجل الفن الأمازيغي