حسن مكيات يسلط الضوء على تغييب الممثلين المحترفين لصالح المؤثرين بناء على عدد المتابعين

يُعد الفنان المغربي حسن مكيات واحداً من أبرز الممثلين الذين تركوا بصمتهم في الساحة الفنية المغربية. ومع ذلك، عبر في العديد من المناسبات عن استيائه بسبب ما وصفه بتغيبه عن شاشات التلفزيون في السنوات الأخيرة. وكان قد أشار في إحدى تصريحاته إلى أن السبب وراء ذلك يعود إلى التوجه الجديد الذي تتبعه بعض القنوات المغربية في اختيار المشاركين في أعمالهم الفنية، حيث أصبح التركيز في الآونة الأخيرة على الممثلين والمؤثرين الذين يملكون عددًا كبيرًا من المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي.

1

2

3

إشكالية تغييب الممثلين التقليديين
تسائل حسن مكيات عن سبب تهميش بعض الممثلين المحترفين الذين يمتلكون تاريخاً طويلاً في مجال الفن المغربي. وأوضح أن العامل الأساسي في هذا التوجه هو تركيز القنوات على الأشخاص الذين يحققون شهرة سريعة عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وفيسبوك، بدلاً من الاعتماد على الممثلين الذين عملوا على تطوير مهاراتهم في مجال التمثيل. وبذلك، أصبح من الصعب على الفنانين التقليديين الحصول على فرص للمشاركة في الأعمال الدرامية والتلفزيونية.

التوجه الجديد في اختيار المشاركين في الأعمال الفنية
في حديثه للصحافة أكد مكيات أن هناك تحولًا كبيرًا في معايير اختيار الممثلين، حيث أصبح التركيز على الزيادة في عدد المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي هو العامل الأكثر أهمية. وأضاف أنه في بعض الأحيان يُختار المؤثرون على حساب الفنانين الذين يتمتعون بكفاءة وقدرة على أداء الأدوار المعقدة. وقد اعتبر مكيات أن هذا التوجه يؤثر بشكل سلبي على جودة الأعمال الفنية، حيث أن النجاح الفني لا يرتبط فقط بعدد المتابعين ولكن بكفاءة الفنان في تجسيد الأدوار وتقديم عمل مميز.

التأثير السلبي على تطور الفن المغربي
من جانب آخر، يرى مكيات أن هذا التوجه يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية على تطور الفن المغربي بشكل عام. فالفنان المحترف يطور مهاراته على مر السنين من خلال المشاركة في أعمال مختلفة واكتساب خبرات متنوعة. ولكن إذا كانت القنوات تستعين بالنجوم الذين يحققون الشعبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي فقط، فقد يُعَيق ذلك من ظهور وجوه جديدة موهوبة في المجال الفني. وأضاف أن هذا النوع من الاختيارات قد يعوق تطور فن التمثيل في المغرب، حيث لا بد من الحفاظ على التوازن بين الموهبة والشهرة.

ضرورة الاهتمام بالمحتوى الفني وليس فقط بالشعبية
وأكد حسن مكيات أن الإبداع الفني يجب أن يكون العامل الأساسي في اختيار المشاركين في الأعمال التلفزيونية والسينمائية. فالفنان يجب أن يُقيم بناءً على قدراته ومهاراته، وليس بناءً على عدد المتابعين على وسائل التواصل. وقد أشار إلى أن هناك العديد من الفنانين الذين قد لا يكون لديهم عدد ضخم من المتابعين، لكنهم يمتلكون موهبة فنية حقيقية، ويستحقون فرصًا أكبر في المشاركة في الأعمال الفنية.

الدور المتزايد للمؤثرين في الإعلام المغربي
مع تطور وسائل الإعلام الحديثة وانتشار منصات التواصل الاجتماعي، أصبح للمؤثرين دور كبير في المجال الإعلامي. ورغم أن مكيات اعترف بأن المؤثرين قد أضافوا بعدًا جديدًا في صناعة الإعلام، إلا أنه دعا إلى عدم إغفال أهمية الفنانين التقليديين في الحفاظ على جودة الأعمال التلفزيونية. وذكر أن التوازن بين المؤثرين والممثلين المحترفين يمكن أن يساهم في تحسين مستوى الإنتاجات الفنية وجعلها أكثر تنوعًا وجودة.

التطلع إلى المستقبل وتحقيق التوازن
في ختام حديثه، أبدى حسن مكيات أمله في أن يتم إعادة النظر في معايير اختيار الفنانين في الأعمال الفنية المقبلة. وأكد أن الفنان المحترف يجب أن يحظى بالفرصة في ظل ما تشهده الساحة الفنية من تغييرات، داعيًا إلى ضرورة تحقيق توازن بين استخدام المؤثرين والتأكيد على قيمة الموهبة الحقيقية.

حسن مكيات يسلط الضوء على تغييب الممثلين المحترفين لصالح المؤثرين بناء على عدد المتابعين