المتورطة في الاعتداء على التلميذة “سلمى” تثير الجدل في أول خروج لها وهي تسخر من الضحية

شهدت مدينة مراكش واقعة صادمة أثارت موجة من الغضب الشعبي بعد أن تعرضت تلميذة تُدعى سلمى لاعتداء عنيف على يد زميلتها داخل مؤسسة تعليمية باستعمال شفرة حلاقة حيث نتج عن الحادث إصابات بليغة على مستوى وجه الضحية أدت إلى تشويه دائم تطلب إجراء 56 غرزة طبية وهو ما خلّف ردود فعل قوية من طرف الرأي العام الذي لم يتأخر في التعبير عن تضامنه الكامل معها من خلال إطلاق حملة رقمية واسعة تحت وسم “كلنا سلمى” طالبت بتحقيق العدالة وإنصاف المتضررة.
وبينما كانت الأسرة المغربية تتابع تفاصيل الحادث المؤلم تفاجأ الجميع بظهور الفتاة المتورطة في فيديوهات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تسخر فيها من الضحية بطريقة مستفزة حيث استهانت بخطورة ما اقترفته وتحدثت بلغة مستهترة زادت من تأجيج المشاعر ودفعت عددا كبيرا من النشطاء إلى مطالبة النيابة العامة بالتدخل العاجل لتوقيفها ومعاقبتها على ما صدر منها من أفعال اعتُبرت لا أخلاقية ولا إنسانية.
وانطلقت موجة من النقاشات حول أسباب تفشي هذا النوع من العنف داخل المؤسسات التعليمية حيث أصبحت المدارس في الآونة الأخيرة فضاء يعاني من اختلالات خطيرة تتمثل في ضعف التأطير النفسي وغياب الرقابة الصارمة ما يسمح بدخول أدوات حادة إلى الفصول الدراسية ويفتح الباب أمام جرائم قد تكون لها تبعات مدمرة على مستقبل التلاميذ الذين من المفترض أن يكونوا في بيئة تربوية آمنة وهادئة.
وتعرضت سلمى بعد الاعتداء لجروح بليغة تطلبت تدخلات طبية دقيقة في وجهها غير أن الأثر النفسي كان الأعمق حيث دخلت في أزمة نفسية حادة يصعب تجاوزها في وقت وجيز خاصة بعد أن تحولت قضيتها إلى مادة للسخرية من طرف الجانية عبر مقاطع مصورة تم تداولها على نطاق واسع ما جعل كثيرين يعتبرون أن الجرم يتعدى العنف الجسدي إلى إيذاء معنوي مقصود يستدعي أشد أنواع العقوبات القانونية.
ومن جهة أخرى، سجلت أصوات تربوية وجمعوية تحذيرات متكررة من تصاعد مثل هذه السلوكيات داخل المدارس حيث دعا مهتمون إلى وضع خطة تربوية وأمنية متكاملة تحصّن المؤسسات التعليمية من مظاهر الانحراف وتكرّس ثقافة الحوار والاحترام وتُشرك الأسرة في العملية التربوية بشكل فعال حتى لا تبقى المدرسة وحدها في مواجهة تحديات خطيرة تهدد حياة التلاميذ ومستقبلهم.
وفي تطور مثير خرجت الفتاة المعتدية عن صمتها في تسجيل مصور تعلن فيه رغبتها في الاعتذار لسلمى وتطلب منها المسامحة مؤكدة أنها لا تستطيع العودة بالزمن إلى الوراء لكنها مستعدة للمساهمة في علاج ما سبّبته وقد قوبل هذا الظهور بسخط واسع من طرف المتابعين الذين رأوا في ذلك محاولة للهروب من المسؤولية الأخلاقية والقانونية عبر كلمات لا تُعفي من المحاسبة ولا تُزيل ما خلفته الحادثة من ألم دائم في حياة سلمى وأسرتها.

1

2

3

المتورطة في الاعتداء على التلميذة "سلمى" تثير الجدل في أول خروج لها وهي تسخر من الضحية