تتمتع الفنانة سارة بيرليس برصيد فني غني ومتنوع، إذ استطاعت عبر مسيرتها الفنية أن تخطو بأعمالها نحو آفاق عالمية واسعة، كما حفرت اسمها في الوعي الفني من خلال عطاءات أدائية تتميز بالعمق والصدق. وقد ظهر في مسارها تأكيد مستمر على أن قيمة الإنجاز لا تكمن في الشهرة وحدها، بل تتعداها إلى الغنى الإنساني والتجارب التي تشكل وعي المبدع وتضفي على فنونه أبعادا أكثر دلالة.
كشفت في تصريح للصحافة عن أن أصلها العائلي المتنوع، حيث والدتها من المغرب ووالدها من البرتغال، وترعرعها في فرنسا وإسبانيا، قد شكل شبكة معقدة من الانتماءات. وأوضحت أن التنقل بين هذه الفضاءات الجغرافية والثقافية المختلفة ولد لديها شعورا عميقا بالترحال الداخلي، فلم تستقر مشاعرها على هوية واحدة محددة، مما خلق لديها تحديات نفسية وفكرية استلزمت وقتا وجهدا لتجاوزها.
وأشارت إلى أن مرحلة الطفولة والشباب كانت مليئة بالتساؤلات والقلق الوجودي، حيث كانت تبحث عن إجابات حول مكانها في العالم. كما وضحت أنها عانت من الإحساس بالغربة في كل البيئات التي عاشت فيها، حيث كانت تواجه نظرات وتوقعات مجتمعية محددة مسبقا، ففي فرنسا لم تعترف بكل أبعادها، وفي البرتغال شعرت بأنها غريبة، وفي المغرب نظر البعض إليها كوافدة من الخارج.
ولكنها أكدت أن التواصل مع المغرب، بثقافته وتاريخه وشعبه، هو الذي منحها أخيرا الشعور بالاستقرار والاتصال الحقيقي. وأضافت أن هذا الارتباط العاطفي والروحي هو الذي ساعدها على تخطي أزمات الهوية، كما أدركت أن الانتماء ليس وثيقة أو عنوانا، بل هو حصيلة مشاعر صادقة وعلاقة وجدانية تتشكل مع اللغة والذاكرة والمشترك الإنساني.
1
2
3