عرف العرض العالمي الأول للفيلم المصري “الست” حضورا لافتا في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، حيث عبر عدد من المتابعين عن تقديرهم للعمل وما يحمله من رؤية فنية مختلفة. غير أن هذا الاهتمام لم يدم طويلا، بعدما واجه صانعو الفيلم موجة واسعة من الانتقادات داخل مصر مباشرة بعد عرضه المحلي، ما وضع الفريق أمام ردود فعل متناقضة شكلت مفاجأة للكثيرين.
وبرز التباين بين الجمهورين المغربي والمصري بشكل واضح، إذ استقبل المتفرجون في مراكش الفيلم بحفاوة، بينما لم يحظ العمل بنفس التقدير في مصر، رغم أنه لم يعرض تجاريا بعد. وقد أعاد هذا الخلاف النقاش حول مدى تقبل الجمهور المصري للأعمال التي تتناول رموزا فنية لها مكانة خاصة في الذاكرة الجماعية.
وتوجهت أبرز الاعتراضات إلى اختيار الفنانة منى زكي لأداء دور أم كلثوم، حيث رأت فئة من المصريين أنها لم تتمكن من تجسيد شخصية رمز غنائي بهذا الحجم، خصوصا بعد تداول مقاطع من الفيلم عبر منصات التواصل الاجتماعي، ما جعل مقارنة الممثلة بالأيقونة المصرية أمرا حاضرا بقوة على مستوى الشكل والأداء والصوت.
وأكد المخرج مروان حامد في تصريح لمجلة “غالية” خلال مشاركته في فعاليات المهرجان بمراكش، أن فريق الفيلم ينظر باحترام إلى مختلف الآراء، مبرزا أن النقاش حول العمل مسألة طبيعية ترافق كل إنتاج يتناول شخصية لها حضور تاريخي وفني كبير، وأن الهدف من الفيلم هو تقديم رؤية جديدة لمسار طويل ومعقد.
ويستعرض فيلم “الست” مسارا إنسانيا وفنيا من حياة أم كلثوم، بدءا من مرافقتها والدها في المناسبات الشعبية والأفراح، مرورا بصعودها المتدرج نحو الشهرة، وصولا إلى المرحلة التي أصبحت فيها إحدى أبرز الأصوات العربية. كما يلامس الفيلم الجوانب الشخصية في حياتها، بما في ذلك تجاربها العاطفية وتحدياتها الصحية والشعور بالعزلة الذي رافق شهرتها، إضافة إلى الظروف السياسية التي أثرت على مسارها بعد سقوط الملك فاروق.
ورغم تمسك المصريين بالصورة التقليدية التي حفظوها عن سيرة أم كلثوم، ومع ما يرافق ذلك من صعوبة في قبول أي معالجة درامية جديدة، يبقى التساؤل مطروحا حول ما إذا كان المشاهدون سيغيرون موقفهم بعد مشاهدة الفيلم كاملا عند إطلاقه رسميا في القاعات السينمائية يوم الأربعاء المقبل.
1
2
3