يواصل مهرجان مراكش الدولي للفيلم فعالياته بإيقاع متجدد يعزز مكانته كمنصة سينمائية وثقافية تجمع رواد الفن من مختلف أنحاء العالم، ويأتي اليوم الرابع ليمنح السهرة رونقا إضافيا بفضل الحضور المكثف لنجوم السينما وصناعها. وتتحول فضاءات المهرجان خلال هذه الأمسية إلى ملتقى نابض بالحياة، يجتمع فيه عشاق الفن السابع والمهتمون بعالم الأزياء في أجواء تتداخل فيها الإضاءة الهادئة مع حيوية الجمهور، مما يمنح الحدث صيغة فريدة تتجاوز مجرد عرض للأفلام لتغدو احتفالا متكاملا بالثقافة والإبداع.
ويمنح البساط الأحمر خلال هذا اليوم منصة واسعة لاستعراض جماليات الإطلالات، حيث يظهر الحاضرون بأزياء تعكس ذائقتهم الفردية وتبرز ملامح شخصياتهم، ليشكلوا معا لوحة بصرية مترابطة تفيض بالألوان والتناسق. وتتداخل القصات، وتتنوع الخامات، وتتمازج درجات الألوان في اكتمال فني يمنح المشهد طابعا احتفائيا وراقيا. ويكتسي المكان بلمسة فخمة تزيد من جاذبيته، في ظل متابعة دقيقة من عدسات المصورين الباحثين عن تفاصيل اللمعان والانسيابية في كل إطلالة.
وتستقطب إطلالات النجمات اهتماما واسعا في هذا اليوم، إذ جاءت اختياراتهن مدروسة بعناية لتجسد مزيجا بين الأناقة الكلاسيكية والتجدد العصري. وتحتل الألوان الهادئة والدافئة مساحة كبيرة من أزيائهن، ما يمنح كل ظهور بصمة ناعمة ومميزة. وتقدم النجمات من خلال هذه الإطلالات رؤية خاصة لعلاقتهن بالموضة، سواء عبر التصاميم الراقية أو الخيارات الجريئة التي تبرز شخصية كل واحدة منهن ضمن أجواء المهرجان.
وفي قلب هذه اللوحات المفعمة بالجمال يظل القفطان المغربي حاضرا بقوة، حيث يعبر عن العمق التراثي للمغرب ويظل رمزا للأصالة التي تتجدد عبر الزمن. وتظهر النجمات بالقفطان بلمسات تجدد هويته التقليدية من خلال دمج الأقمشة الفاخرة بالتطريزات الدقيقة، واعتماد قصات حديثة تمنحه روحا جديدة دون المساس بأصالته. ويعزز هذا الحضور المتألق للقفطان ارتباطه الوثيق بالمناسبات الفنية الكبرى، مؤكدا مكانته كعنصر أساسي في الأناقة المغربية.
وفي مقابل حضور القفطان اللافت تبرز التصاميم العصرية التي تتمايل على السجادة الحمراء بقصات هندسية أو انسيابية، تراعي التوازن بين البساطة والترف. وتتنوع هذه الفساتين بين أطوال مختلفة وتفاصيل تحافظ على خطوط نظيفة، مما يمنح مرتديتها جاذبية خاصة تجذب الأنظار وتضفي على الأمسية بعدا جماليا إضافيا. وتكتمل هذه الإطلالات بعناصر أخرى كالمجوهرات الراقية والأحذية المختارة بعناية، لتبرز ملامح جمالية متناغمة تعزز حضور النجمات.
وتستمر أجواء اليوم الرابع في تقديم مشاهد مبهرة تجمع بين بريق السينما وروعة الأزياء، إذ يتحول مرور النجمات على البساط الأحمر إلى لحظة ينتظرها الجميع، حيث تلتمع الأقمشة تحت أضواء الكاميرات وتتجسد القصات في إطار بصري يفيض بالحيوية والجاذبية. وتظل هذه الأمسية مثالا عن قدرة مهرجان مراكش على خلق فضاء يجمع بين الفن والتعبير الجمالي، ويمنح للمدينة إشعاعا يليق بتاريخها وحضورها الثقافي.
1
2
3







