تشهد محاميد الغزلان استعدادات مكثفة لانطلاق الدورة الرابعة من مهرجان زمان، المقرر إقامته من 14 إلى 16 نوفمبر 2025، تحت شعار كانكا، حيث يأتي الحدث ليعكس ثراء التراث الموسيقي للجنوب الشرقي للمملكة. ويعتبر الكانكا أحد أرقى أشكال التعبير الفني في وادي درعة، إذ يجمع بين الإيقاعات الحماسية والألحان الصوفية والرقصات الطقسية التي تروي قصصا عميقة عن الروابط المجتمعية والصحراوية والإفريقية، ليشكل بذلك مساحة للتلاقح الثقافي والفني.
يمثل الشباب قلب هذه الدورة، إذ يشارك أكثر من 150 موسيقيا ومغنيا وراقصا في العروض التي تمثل امتدادا حيا للتراث، ويضم المهرجان عددا كبيرا من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و30 عاما، ليجسدوا من خلال حضورهم الطاقة الإبداعية والحيوية التي تجعل التراث الموسيقي متجددا وملهما. وتأتي الفرق من مختلف مناطق الجهة لتقدم عروضها الخاصة بالكانكا، مع إبراز الطقوس والأنغام المميزة لكل مجموعة، ما يعكس غنى وتنوع هذا الفن التقليدي القديم.
ويمنح مهرجان زمان فرصة للجمهور للتعرف على أسماء موسيقية عالمية، إذ يستضيف فنانين بارزين من القارة الإفريقية ومختلف أنحاء العالم. ومن أبرز المشاركين “فيو فركا توري” من مالي، الذي يجمع بين البلوز الصحراوي والإيقاعات التقليدية، وعبد المجيد بقاس، سفير موسيقى كناوة في العالم، وعزيز السحماوي مؤسس مشروع University of Gnawa، الذي يمزج بين التأثيرات المغاربية والعالمية. كما يشارك إيمانويل بيدجوب من الكاميرون وموسيقيون من Playing for Change مثل روبرتو لوتي ولوك وينسلو-كينغ، ليقدموا مزيجا من الأصالة الموسيقية والابتكار المعاصر.
ويحتل الفن المحلي مكانة بارزة، حيث تقدم فرق من ورزازات الكبرى مثل تاروا ن تينيري، دراعا ترايبز، سعيد تراكالت وإمدريوين عروضا متميزة تعكس روح الإبداع والأصالة في الجنوب الشرقي. وتتميز هذه الفرق بتقديم عروض حية تنبض بالحركة والإيقاعات التقليدية، ما يعكس عمق التراث الموسيقي للمنطقة ويتيح للزوار تجربة غنية ومباشرة للثقافة المحلية، مع الحفاظ على الطابع الأصيل لكل عرض.
ويحظى المهرجان بدعم متكامل من مجموعة من المؤسسات الوطنية والدولية، إذ ينظمه جمعية جدور الصحراء بالتعاون مع Playing for Change وSahara Roots وVisa for Music، وبدعم من المكتب الوطني المغربي للسياحة، والمجالس الإقليمية والجهوية، والصندوق العربي للفنون والثقافة، ووزارات السياحة والشباب والثقافة والتواصل، مما يضمن توفير كافة الظروف لإنجاح هذا الحدث الفني الكبير وتعزيز مكانته كمنصة للتبادل الثقافي والفني.
ويحول مهرجان زمان محاميد الغزلان إلى ملتقى فني يلتقي فيه الجمهور مع الفنانين المحليين والدوليين في تجربة فريدة تجمع بين الإيقاعات الصوفية والرقصات الطقسية والعروض الموسيقية المتنوعة. كما يوفر المهرجان فرصة للتواصل بين الأجيال المختلفة وتعزيز الفهم المتبادل بين الثقافات، مع التأكيد على أهمية التراث الموسيقي كوسيلة للتعبير عن الهوية المغربية والإفريقية ويجعل من الحدث مناسبة لا تنسى لكل المشاركين والزوار.
1
2
3