يستعد المغرب لإطلاق رالي “طريق 75” في رحلة استثنائية تمزج بين السرعة وروح التاريخ، لتكريم الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء وإبراز رمزية الوحدة الوطنية والسيادة على الصحراء المغربية. وينطلق الرالي من الدار البيضاء بمشاركة أكثر من 80 سيارة متنوعة و110 متسابقين يمثلون مختلف مناطق المغرب، ليقطعوا مسافة تربط بين الدار البيضاء، طرفاية، والعيون، مستحضرين الإرث التاريخي للمسيرة الخضراء التي أطلقها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني سنة 1975، ويعكسون من خلال ذلك روح الانتماء والاعتزاز بالوطن.
تنطلق الرحلة من طرفاية، في نفس النقطة التي بدأت منها المسيرة الخضراء قبل خمسين عاما، حيث يتوقف المشاركون عند موقع أول صلاة ملكية على التراب الصحراوي، لتكون لحظة رمزية تخلد الذاكرة الوطنية. وبعد ذلك، يتجه الرالي نحو العيون التي ستستضيف مجموعة من الفعاليات المميزة، تشمل معرض السيارات التاريخية الذي يعرض تحفا نادرة ومركبات خالدة، إضافة إلى جائزة المسيرة الخضراء الكبرى التي تجمع بين المنافسة الرياضية والتقدير الرمزي للمشاركين القدامى، فضلا عن سهرة تكريمية تجمع بين الأجيال وتعكس استمرار روح التضامن والفخر الوطني.
تكتسب نسخة هذا العام من الرالي بعدا وطنيا ودبلوماسيا بارزا بعد القرار التاريخي لمجلس الأمن الدولي الذي أكد سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وهو ما يمنح الحدث رمزية تتجاوز الرياضة لتصبح مناسبة تعكس نجاح الدبلوماسية المغربية وترسيخ وحدة التراب الوطني. ويظهر الرالي رؤية جلالة الملك محمد السادس لمغرب قوي وموحد يمتد من طنجة إلى الكويرة، مؤكدا أن المسيرة نحو الحفاظ على السيادة الوطنية مستمرة، وأن الالتزام بروح المسيرة الخضراء يمثل جزء من ذاكرة الوطن ومسؤولية الأجيال.
ويحظى الحدث بتغطية إعلامية واسعة تشمل القنوات الوطنية الكبرى والإذاعات مثل M2M، راديو مارس، وMFM، إلى جانب عدد من الصحف والمجلات المتخصصة في عالم السيارات، فضلا عن متابعة يومية عبر المنصات الرقمية التي توثق كل تفاصيل الرحلة بدقة، بما يتيح للجمهور متابعة كل لحظة من مسار الرالي، من الانطلاق في طرفاية مرورا بالفعاليات في العيون وصولا إلى عودة القافلة إلى الدار البيضاء، ما يعكس الاهتمام الكبير للوسائل الإعلامية الوطنية بالمناسبات ذات الطابع الرمزي والتاريخي.
ويعبر المنظمون عن امتنانهم لكل الشركاء والداعمين الذين ساهموا في إنجاح الرالي، وعلى رأسهم وزارة النقل واللوجستيك، ولاية جهة العيون–الساقية الحمراء، وسلطات الأقاليم المشاركة، إلى جانب الشركاء من القطاعين العام والخاص مثل Shell Vivo Energy، Renault، M-Automotive، Global Engines، Atlas Voyages، وCTM، الذين وفروا الدعم اللوجستي والفني والمالي لضمان تنظيم هذا الحدث بطريقة تليق بمكانته الوطنية، وتعكس حرص المغرب على إبراز دوره الريادي في الموروث الرياضي والثقافي.
من خلال هذا الرالي المتميز، يؤكد المغرب التزامه بروح المسيرة الخضراء ويجدد العزم على أن الطريق نحو الوحدة والسيادة مستمر، حاملا معه إرادة الوطن في صون إنجازاته التاريخية والفخر بتاريخ محفور في ذاكرة الأجيال، مع التأكيد على أن هذه الرحلات الرمزية تعكس الشغف الوطني وتربط بين الماضي والحاضر لتبقى رمزية المسيرة الخضراء حية في وجدان كل المغاربة.
1
2
3