تعد الفنانة المغربية فاطمة بوجو واحدة من الأسماء اللامعة في الساحة الفنية، حيث تميزت بمسار طويل حافل بالأعمال المسرحية والتلفزيونية المميزة، وحازت على تقدير النقاد والجمهور على حد سواء. وقد عرفت بوجو بأسلوبها الراقي في التمثيل وحرصها على المهنية، مما جعل صوتها يحسب في النقاشات المتعلقة بالمشهد الفني المغربي.
كشف فاطمة في تصريح للصحافة عن اعتراضها الشديد على الطريقة الجديدة التي يتم بها اختيار الممثلين للأعمال التلفزيونية، مشيرة إلى أن الانحياز أصبح غالبا للوجوه التي اشتهرت عبر منصات الإنترنت، على حساب الفنانين الذين يملكون خبرة طويلة ومؤهلات فنية حقيقية.
وأوضحت بوجو في حديثها أن منح الفرص لأشخاص برزوا على يوتيوب في مجالات محددة للدخول إلى عالم الدراما، دون امتلاكهم الخلفية التمثيلية المناسبة، يعتبر أمرا غريبا ويعكس تجاهلا صريحا للمواهب الحقيقية التي تستحق التقدير. وأضافت أن هذا التوجه يترك فنانين محترفين بلا فرص للظهور، رغم سجلهم الفني الغني ومهاراتهم العالية.
وأشارت الفنانة إلى عدد من الممثلين البارزين الذين لم يحالفهم الحظ مؤخرا في الحصول على أدوار، منهم محمد مفتاح، ومحمد الرزين، وأحمد الناجي، وعبد الإله عاجل، معتبرة أن غيابهم عن الشاشات يبرز أزمة واضحة في اختيار الطاقم التمثيلي ويؤثر على جودة الأعمال المقدمة للجمهور.
في سياق متصل، نبهت بوجو إلى ظاهرة جديدة في مسلسلات رمضان، حيث يتم تقديم أدوار البطولة لكوميديات نشطات على إنستغرام، رغم أن أدائهن الفني لا يضاهي مستوى الممثلات المحترفات. وذكرت أمثلة على ممثلات مثل ثريا العلوي، وبشرى أهريش، وسعيدة باعدي، ونزهة بدر، وفاطمة خير، اللواتي يمتلكن المؤهلات والموهبة التي تجعلهن أكثر قدرة على تقديم الأدوار بشكل مقنع ومؤثر.
وأعربت فاطمة بوجو عن يقينها بأن الرزق بيد الله، مؤكدة أنها لا تحمل ضغينة تجاه من تم اختيارهم، لكنها تحدثت بصوت المشاهد الذي يفتقد الوجوه الفنية الحقيقية على الشاشة. كما تساءلت عن الأسباب التي تدفع صناع الأعمال إلى الاعتماد على أسماء خارج إطار التمثيل، خاصة وأن الأداء أحيانا لا يرتقي إلى مستوى المطلوب مقارنة بالممثلين المحترفين.
وقد فسر جمهور مواقع التواصل الاجتماعي تدوينة بوجو على أنها تعبير غير مباشر عن رفضها لمشاركة بعض مشاهير الإنترنت، ومن بينهم الضابط المتقاعد واليوتيوبر عبد القادر الخراز في مسلسل بوليسي جديد، ما يعكس جدلا مستمرا حول أسلوب اختيار الوجوه الفنية في المشهد الإعلامي المغربي.
1
2
3