إدريس اشويكة مخرج مغربي معروف بحسه الاجتماعي العميق ورؤيته الفنية المتميزة، يعود إلى الساحة السينمائية بفيلم جديد يحمل عنوان “طحالب مرة”، ليسلط الضوء على واقع المرأة الهشة في القرى والمناطق النائية بالمغرب. ويبرز من خلال هذا العمل قضايا اجتماعية وإنسانية تعكس حياة النساء اللواتي يعشن في ظل ظروف صعبة تتطلب صمودا يوميا ومقاومة للتحديات.
كشفت تصريحات اشويكة للصحافة أن فيلمه “طحالب مرة” الذي يعرض حاليا في القاعات السينمائية يتميز بموضوعية قوية، حيث يركز على المرأة المغربية في المناطق المهمشة، سواء كانت قروية أو مدن صغيرة، ويسعى إلى تقديم صورة واقعية عن الهشاشة التي تعيشها من حيث الحقوق والواجبات، إلى جانب معاناتها اليومية في مواجهة القيود الاجتماعية والاقتصادية.
اختار اشويكة تصوير فيلمه “طحالب مرة” في منطقة الجبهة، والتي لم تستخدم من قبل كموقع سينمائي، لما تمتاز به من تنوع طبيعي يجمع بين الجبال والبحر، بالإضافة إلى الطريق الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط. هذه البيئة أضفت على العمل طابعا بصريا مميزا وساهمت في إبراز جمالية المشاهد السينمائية بطريقة فريدة.
يعتمد الفيلم “طحالب مرة” على تسليط الضوء على مجتمع يعتمد في معيشته على صيد الأسماك وجمع الطحالب، مع التركيز على تجربة النساء المهمشات اللواتي يواجهن الإقصاء الاجتماعي والاقتصادي. ويقدم العمل رؤية صادقة للتحديات اليومية التي تواجهها المجتمعات الساحلية، من خلال تصوير الحياة الواقعية بعفوية وحس إنساني عميق.
تؤدي الممثلة يسرى بوحموش دور امرأة تعكس صمود النساء المهمشات، اللواتي يتحملن الضغوط اليومية ويواجهن التمييز الاجتماعي والعادات التي تحد من حقوقهن. ويتناول الفيلم “طحالب مرة” أيضا موضوعات أخرى تتعلق بالجرائم المحلية مثل التهريب، والنزاعات حول الإرث، بالإضافة إلى صور التمييز المبنية على الأعراف والتقاليد المجتمعية.
ينتمي فيلم “طحالب مرة” إلى خانة الأفلام الإنسانية والاجتماعية، مبتعدا عن الطابع الكوميدي والأعمال التجارية السائدة في شباك التذاكر. ويتميز العمل بقدرته على معالجة القضايا الاجتماعية بعمق، مع مشاهد حركية وإثارة محدودة، ما يضفي عليه بعدا إنسانيا وفنيا بعيدا عن السطحية. وقد نال الفيلم جوائز عدة في مهرجانات سينمائية، كما عرض في مهرجان المرأة بسلا قبل وصوله رسميا إلى القاعات.
1
2
3