برفقة تصاعد موجات الاحتجاج التي يحملها بعض الشباب، ظهرت أيضا رسائل تحريضية على الإنترنت، تحمل خطابا عدائيا للمؤسسات وميلا إلى التطرف اللفظي أحيانا مع تهديدات باستخدام السلاح، كما ظهر ذلك في حالة شاب من مدينة الجديدة.
ليست الأسباب السطحية وحدها التي تفسر هذا السلوك، بل خلفية أعمق تتصل بظروف اجتماعية واقتصادية، فجوة بين الكلام الرسمي والواقع المعيشي، وإحساس واسع بالحرمان من الفرص واتخاذ القرار، مما يترك مساحات فراغ يسهل استغلالها.
هؤلاء الشباب هم ثمرة زمن تقني سريع التغير، وفي غياب وسائط احتواء فاعلة ومؤسسات تواكب تطلعاتهم، يصبح من السهل تحويل الإحباط إلى عداء مستند إلى سرديات مبسطة ومشحونة.
تحت هذا السطح، تنشط شبكات مجهولة الهوية عبر حسابات متخفية، وتعيد توجيه النقاش العام نحو أقصى مستويات الرفض والعدمية، مستخدمة منصات وتطبيقات محظورة في بلدان عدة، وعلى رأسها تطبيق “ديسكورد”.
وظيفة هذه الشبكات ليست الظهور كقادة، بل بث سمومها باستمرار، وتعبئة رموز شبابية لتتصدر المشهد، بينما تظل الجهة الحقيقية وراء الكواليس وتعيد هندسة الغضب لصالح أهداف لا علاقة لها بالإصلاح.
المشهد أكثر تعقيدا لكون جزءا من هذه الآليات يصدر من داخل البلاد مطلعا على الخلايا الاجتماعية المحلية، وفي مقابل ذلك توجد حسابات خارجية تعمل وفق خطط رقمية منظمة تستهدف تشتيت المشهد العام وتحريض الشباب ضد الدولة.
1
2
3