تدخل المخرجة والممثلة المغربية سناء عكرود تجربة مختلفة هذه المرة، إذ تنتقل من فضاء الإبداع الفني إلى ساحة النقاش الحقوقي، عبر مشاركة سينمائية تتناول واقع الأسرة المغربية وما يحيط بها من إشكالات اجتماعية وقانونية. وتأتي هذه المبادرة في سياق بحث متواصل عن وسائل جديدة لتقريب القضايا المجتمعية من الجمهور بأسلوب يجمع بين المتعة البصرية والوعي الفكري.
وقد بادرت هيئة المحامين بالدار البيضاء، بتعاون مع منتدى المحامية المغربية، إلى تنظيم عرض سينمائي يضع مدونة الأسرة في صلب النقاش العمومي. واختير فيلم “الوصايا”، الذي أبدعته سناء عكرود، ليكون محور هذه الفعالية، لما يحمله من رؤية فنية تسلط الضوء على قضايا حساسة ترتبط بمصير الأسر المغربية وتحدياتها اليومية.
وسيحتضن نادي المحامين بوسكورة يوم الجمعة 19 شتنبر، ابتداء من الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال، هذا الحدث الثقافي والقانوني. ولن يقتصر البرنامج على العرض السينمائي فحسب، بل سترافقه لحظات تواصل أخرى من بينها حفل توقيع كتاب يليه نقاش مفتوح، يتيح للمهنيين والمهتمين فرصة تبادل الآراء في أجواء تفاعلية.
ويعكس هذا الموعد حرص المنظمين على إرساء فضاء يتقاطع فيه الفن مع القانون والمجتمع. فالفيلم يتحول هنا إلى مدخل للنقاش، بينما يمنح النقاش بدوره أبعادا جديدة للفيلم، مما يخلق توازنا بين الجانب الإبداعي والبعد الحقوقي، ويمنح للحضور تجربة فريدة تجمع بين الثقافة والمعرفة.
وفي سياق التحضير لهذا اللقاء، عبرت سناء عكرود عن امتنانها وسعادتها من خلال رسالة نشرتها على حسابها بموقع “إنستغرام”، حيث خاطبت متابعيها بدعوة ودودة لمواكبة هذا الموعد قائلة إنها فخورة بلقاء جمهورها في هذه المحطة المميزة. ووجهت كلماتها بروح محبة تؤكد رغبتها في مشاركة لحظة إنسانية تتجاوز حدود الفن إلى فضاء أرحب من التواصل.
وبذلك يترسخ هذا الحدث كموعد استثنائي يزاوج بين السينما والفكر الحقوقي، حيث يتحول الفن إلى أداة للتوعية والمرافعة غير المباشرة، ويجد القانون نفسه محاطا بجمالية الصورة وحساسية الإبداع. إنه نموذج يفتح المجال أمام تجارب مماثلة قد تعيد الاعتبار للفن كوسيلة فاعلة في خدمة القضايا الكبرى للمجتمع.
1
2
3