بدأ الفنان محمد خيي حديثه بتقديم نبذة عن حياته، مستحضرا طفولته في قلعة السراغنة، حيث البيئة الطبيعية الخصبة والأمطار الغزيرة التي أسهمت في وفرة الزيتون والزيت، مما شكل جزءا من معيشته المبكرة. وأكد أن هذه الفترة كانت حجر الأساس لتكوينه الشخصي، إذ شكلت لديه تقديرا للجهد والصبر والعمل المستمر.
وأضاف خيي أن والده، شارجان محمد، لعب دورا محوريا في صقل شخصيته، نظرا لقسوته وحرصه الشديد على القيم المغربية الأصيلة، ورفضه الظلم بكل أشكاله، وهو ما ترك أثرا عميقا في طريقة تفكيره وتعاطيه مع الحياة. كما شدد على أن الدعم المالي الذي كان يتلقاه بعد موسم الزيتون ساعده على رسم أهدافه وبناء طموحاته نحو عالم الفن.
وأكد خيي أن انطلاقته الفنية كانت مليئة بالتحديات، حيث تذكر أولى خطواته على خشبة المسرح بكل رهبة وارتباك طبيعيين، مضيفا شعوره بالندم لعدم استكماله التعليم رغم شغفه الكبير بالتمثيل. وأضاف أن الأدوار التي جسدها، مثل شخصية “القايد” و”الغندور” في مسلسل بين القصور، ساعدته على صقل خبرته وتطوير رؤيته للفن، مشددا على أن الصدق والاحترافية عنصران أساسيان في أي أداء ناجح.
وأبرز خيي قيمة الصداقة الحقيقية، مؤكدا أن ذكريات أصدقائه الراحلين، محمد البسطاوي ومحمد الشوبي، ما زالت حية في ذهنه وترافقه في كل موقف، معبرا عن شعوره بالوفاء والحسرة في الوقت ذاته. وأضاف أن هذه العلاقات شكلت دعامة إنسانية أساسية في حياته المهنية والشخصية على حد سواء.
وأشار خيي إلى جانب آخر من حياته، يتعلق بأسرته، معبرا عن سعادته العميقة ببناته، ومؤكدا أنه لا يشعر بأي نقص لعدم إنجاب أولاد ذكور، مشيرا إلى ثقته التامة ورضاه بما قسمه له القدر. وأضاف أن هذا الرضا يعكس توازنه الداخلي ويمنحه القدرة على الاستمرار في العمل الفني بشغف وحب.
وأكد محمد خيي أن مسيرته الفنية بدأت من أبسط الظروف، لكنها امتدت لتصل إلى أفق واسع من الفن والإبداع، موضحا أن تجربته تشهد على أن العمل الجاد والتمسك بالقيم يفتح أبواب النجاح ويمنح الشخص القدرة على ترك بصمة واضحة في مجاله. وأضاف أن كل تجربة عاشها شكلت جزءا من شخصيته ومساره الفني، وجعلته ما هو عليه اليوم.
1
2
3