يعد الفنان حميد القصري من أبرز الأصوات في موسيقى كناوة بالمغرب، ويلقب ب”معلم كناوة” لما يمتلكه من تجربة فنية طويلة ومسار غني بالنجاحات. ولد القصري بمدينة القصر الكبير، قبل أن ينتقل إلى الرباط حيث استقر، وبدأ تعلم فن كناوة منذ صغره على يد أساتذة بارعين مثل عبد الواحد ستيتو وعلوان، ما مهد له الطريق نحو التميز والاعتراف به كرمز في هذا اللون الموسيقي.
أكد القصري أن فن كناوة اليوم أصبح يحظى باهتمام واسع بين الشباب، بعدما كان مقصورا سابقا على مناسبات محددة وطقوس خاصة، وكانت عباراته في الماضي غير مفهومة لدى الجمهور العادي. وأشار إلى أن التطور الذي شهده هذا الفن جعله أكثر قربا من الناس، خصوصا من خلال تبسيط الكلمات والألحان، الأمر الذي شجع جيل الشباب على الاقتداء بفن كناوة واتباع مساره الفني.
وشدد الفنان على ثقته في قدرة الشباب الممارس لفن كناوة على حمل المشعل نحو العالمية، مؤكدا أن هذا اللون الموسيقي قادر على البقاء متجذرا في الثقافة المغربية لأجيال قادمة. وأوضح أن الالتزام بأساسيات “تكناويت”، مثل التشبث ب”الساكن”، يمثل خطوة أساسية لإيصال الفن إلى منصات دولية، وهو ما يعكس أهمية الحفاظ على الهوية الفنية أثناء التطوير والتجديد.
وأشار القصري إلى تفرد كل فنان في هذا المجال، حيث لا يتشابه الأداء بين الفنانين رغم انتمائهم لنفس اللون الموسيقي، موضحا أن لكل واحد منهم بصمته الخاصة في التعبير عن روح كناوة وخلق أجواء مميزة لكل عرض. وأضاف أن هذا التنوع يسهم في إثراء الفن وإبراز مهارات الفنانين المتفاوتة، بما يجعل كل تجربة موسيقية فريدة من نوعها.
وعن مشاركته في مهرجان كناوة بمدينة الدار البيضاء، عبر القصري عن سعادته بحفاوة الجمهور، الذي وصفه ب”المتميز”، مؤكدا أن تفاعل الحضور الكبير مع الحفل وترديده لأغانيه أعطى الحفلة طابعا مميزا ومشجعا للفنانين. كما أكد على ضرورة تنظيم مهرجانات شبابية خاصة لإبراز المواهب الشابة في فن كناوة، وهو ما يضمن استمرار التجديد والدعم لهذا اللون الفني الأصيل.
وأكد حميد القصري أنه يطمح مستقبلا إلى إنشاء مدرسة لتعليم فن كناوة، لتكون منصة لتنشئة جيل قادر على صون هذا التراث الفني ونقله بطريقة حديثة ومبتكرة. ويظل القصري علامة بارزة في الموسيقى المغربية، حيث يواصل التأثير في جمهور واسع، ويثبت أن الشغف والالتزام بالفن يمكن أن يحفظ التراث ويواكب العصر.
1
2
3