أصدر مغني الراب المغربي “مسلم” أغنيته الجديدة بعنوان “الخيال”، مقدما من خلالها تجربة موسيقية مختلفة كليا عما اعتاده جمهوره، إذ مزج بين إيقاعات الراي وإيقاعات الراب بأسلوب غير مألوف، ما منح العمل طابعا مفاجئا ومثيرا للانتباه في الساحة الفنية. وقد بدا هذا التوجه بعيدا عن الأسلوب الكلاسيكي الذي رافقه طيلة مشواره.
تم إطلاق الأغنية عبر القناة الرسمية للفنان على منصة يوتيوب، حيث لاحظ المتابعون منذ الوهلة الأولى اختلافا في بنية الإيقاع والمضمون، ما فتح باب النقاش واسعا حول مدى نجاح هذا التحول المفاجئ. وقد تباينت ردود الفعل بين من أثنى على جرأته الفنية ومن تساءل عن أسباب ابتعاده عن رسالته الغنائية المعهودة.
بالنسبة للبعض، بدت “الخيال” محاولة فنية تسعى إلى التجديد والانفتاح على أنماط موسيقية جديدة، إذ رأى فيها كثيرون رغبة صادقة من “مسلم” في كسر النمطية وإعادة اكتشاف ذاته. إلا أن أطرافا أخرى لم تجد في هذا العمل سوى غياب للهوية القوية التي اعتادوا عليها، خاصة أن أغانيه السابقة كانت مشبعة بمواضيع اجتماعية عميقة تعبر عن قضايا الواقع بلغة صريحة وجريئة.
رغم طموح العمل الفني، إلا أن التفاعل مع “الخيال” لم يرق إلى المستوى الذي حصدته إصداراته السابقة، إذ انخفضت وتيرة المشاهدات والتعليقات الإيجابية بشكل لافت، وسط انتقادات طالته على مواقع التواصل الاجتماعي عبرت عن خيبة أمل تجاه هذا التوجه الجديد.
الجمهور المخلص لأعمال “مسلم” وجد نفسه أمام مفترق طرق، بين احترام حرية الفنان في خوض تجارب جديدة، والرغبة في استمرار الصوت الذي لطالما عبر عن معاناة الشارع وأحلام الطبقات المهمشة. هذا الانقسام أفرز نقاشا حيويا حول طبيعة التوازن بين التطوير الفني والحفاظ على الأصالة.
تجربة “الخيال” قد لا تكون الأكثر نجاحا من حيث الأرقام، لكنها بلا شك تمثل منعطفا فنيا يعكس رغبة مسلم في تجاوز التكرار والذهاب نحو مساحات جديدة، ولو كلفه ذلك جزء من شعبيته المعتادة.
1
2
3