موقع اناقة مغربية وشهيوات و وصفات حلويات المغربية للمرأة المغربية الحادكة

سعيدة باعدي تكشف عن صراعات النفس والهوية في قرية الأطلس من خلال مسلسل” البراني”


عرفت الممثلة سعيدة باعدي بمسيرة فنية راسخة تنوعت بين المسرح والسينما والتلفزيون، حيث استطاعت أن تضع بصمتها في أعمال درامية ذات طابع إنساني عميق. بفضل أدائها المقنع وقدرتها على تجسيد أدوار معقدة، حجزت لنفسها مكانة خاصة بين أبرز وجوه الدراما المغربية، واستمرت في تطوير مسارها الفني بتحديات جديدة تجمع بين الإحساس الصادق والانخراط في قضايا اجتماعية حقيقية.
وتعود سعيدة باعدي من جديد إلى واجهة الدراما الوطنية عبر مشاركتها في مسلسل “البراني”، الذي يعرض قصة إنسانية تنبض بالتوتر والأسئلة المصيرية، داخل قرية معزولة وسط جبال الأطلس. وقد اختارها المخرج إدريس الروخ لتجسد شخصية رئيسية في عمل يسعى إلى تقديم رؤية درامية ذات بعد نفسي واجتماعي، تحت إشراف شركة “ديسكونكتد” التي تولت الإنتاج بتناغم مع الطبيعة الهادئة للمنطقة.
تدور فصول الحكاية حول قدوم رجل مجهول الهوية إلى القرية، يحمل ماضيا غامضا تتقاطع خيوطه مع حياة السكان، فيبعث الذكريات من رماد النسيان ويثير رياح الشك في الوجوه التي ظلت مختبئة خلف الصمت. ويتحول هذا الغريب إلى مرآة تعكس اضطرابات النفس البشرية، وتدفع الجميع إلى مواجهة ذواتهم دون أقنعة أو تزويق.
تعكس المشاهد المصورة في غابات وأودية الأطلس المتوسط تمازجا فريدا بين الطبيعة والدراما، حيث تعزز الخلفية الجبلية الجمالية من حدة الصراع وتعمق أجواء العزلة التي تطبع حياة سكان القرية. وتبدو الطبيعة كأنها شريكة في السرد، تراقب بصمت حكاية الإنسان حين يواجه تاريخه المنسي ويجبر على الاعتراف بما تجاهله لسنوات.
ومع تطور الأحداث، تتصاعد التوترات وتنكشف الأسرار تباعا، إذ يتحول الغريب إلى حامل للحقائق ومفكك للغموض الذي ظل يخيم على العلاقات الاجتماعية. وتطرح القصة أسئلة شائكة حول الانتماء والمغفرة والخيانة، كما تستحضر موضوعات الهوية في ظل صراعات داخلية تنبع من الماضي وتستمر في تشكيل الحاضر.
ينفتح العمل على أبعاد فلسفية ونفسية عميقة، ويغوص في دواخل شخصياته التي تعيش بين نار الحقيقة وسكون الوهم. كما يقدم تجربة درامية تتجاوز سطح الحكاية، لتكشف عن هشاشة الروابط الإنسانية أمام اختبارات الزمن والمصير. ويتناغم الأداء التمثيلي مع الرؤية الإخراجية في صنع أجواء مشحونة بالمعاني، حيث يمتزج الجمال الطبيعي بالبعد الإنساني المؤلم.
يمتد المسلسل على مدار 15 حلقة، تبلغ مدة كل واحدة منها 52 دقيقة، وينتجه خالد النقري لحساب القناة الثانية. ويشارك إلى جانب سعيدة باعدي ثلة من الأسماء البارزة، من بينها حميد باسكيط، هند السعديدي، عبد الإله رشيد، مراد حميمو، كمال حيمود، سعاد حسن، حسناء مومني، رباب كويد، كريم بولمال، صوفيا بن كيران ومنصور بدري. وقد جرى تصويره بين مدينتي إفران وأزرو، في فضاءات طبيعية تحاكي روح القصة وتمنحها بعدا بصريا ساحرا.

1

2

3

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا