يعد منصور بدري من الأسماء الرفيعة في المشهد الفني المغربي، إذ راكم تجربة طويلة في مجال التمثيل، وجسد أدوارا متنوعة أكسبته شهرة واسعة وثقة الجمهور. وقد برع في تقديم شخصيات معقدة تجمع بين العمق الإنساني والصدق التعبيري، ما جعله واحدا من أبرز الوجوه التي تزين الدراما المغربية في السنوات الأخيرة.
ويواصل الفنان المغربي تعزيز حضوره من خلال انخراطه في مشروع درامي جديد يحمل عنوان “الصديق”، وهو عمل تلفزيوني مرتقب يعود به إلى الشاشة في تجربة إنسانية تمزج بين التحدي والابتكار. المسلسل من إخراج المبدع إبراهيم الشكيري، الذي بدأ في تصوير مشاهده الأولى، ويتضمن 15 حلقة تصل مدة كل واحدة منها إلى 52 دقيقة.
تدور أحداث “الصديق” حول شاب يعاني من اضطراب التوحد ويكتشف في لحظة مفصلية ميله الكبير لعالم الأزياء وتصميم الملابس. ومن خلال هذه الموهبة الفريدة، يسعى للانخراط في شركة عائلية تمر بفترة عصيبة، فيحاول أن يثبت قدرته على تجاوز الصعاب وفرض ذاته في عالم لا يخلو من العراقيل والتحديات.
ويركز العمل على الجانب الإنساني في القصة، حيث يسرد تطور شخصية البطل ومعاناته اليومية مع القيود الاجتماعية والنفسية. كما يستعرض كيف يتمكن من تحقيق تأثير إيجابي داخل الشركة التي كانت مهددة بالانهيار، مما يمنح المسلسل بعدا دراميا يلامس مشاعر المتلقي ويطرح أسئلة عميقة حول الاختلاف والاندماج.
يتقمص منصور بدري دورا أساسيا في هذا المسلسل، إذ ينتظر منه أن يقدم أداء دراميا يعكس غنى تجربته وتنوع أدواته الفنية. ويعد هذا الدور نقلة نوعية بالنسبة له، حيث سيمكنه من استعراض إمكاناته في سياق مختلف عن الأدوار التي اعتاد عليها، وهو ما يزيد من ترقب الجمهور لهذا العمل الفني الجديد.
وقد استعان فريق العمل بمجموعة من الوجوه اللامعة في الساحة الفنية، نذكر من بينهم ناصر أقباب، فاطمة الزهراء قنبوع، ندى الهودي، رشيدة منار، ونوفيسة بنشهيدة. هذا التنوع في الأسماء والطاقات من شأنه أن يخلق انسجاما في الأداء ويمنح للمسلسل بعدا جماعيا يتكامل فيه الأداء مع النص والإخراج.
وينتظر أن يحظى المسلسل بمتابعة كبيرة، لا سيما وأنه يطرح قضية التوحد من منظور درامي مغاير، وينفتح على مواضيع جديدة مثل الموضة والطموح الشبابي، مما يجعله قريبا من انشغالات فئات واسعة من الجمهور. كما أنه يطرح مقاربة اجتماعية تلامس الواقع وتناقش صراعات داخلية يعيشها الكثيرون في صمت.
وتشهد الساحة الدرامية المغربية في هذه الفترة زخما إنتاجيا ملحوظا، حيث يجري تصوير عدد من الأعمال التي تسعى إلى المنافسة على الريادة. ويبرز في هذا السياق توجه نحو تقديم محتوى يحمل في طياته رسائل إنسانية قوية، ويزاوج بين الواقعية والأسلوب الفني الراقي، وهو ما يكرس تطورا ملحوظا في بنية الإنتاج التلفزيوني المحلي.
1
2
3