تفتتح الفنانة اليمنية بلقيس فتحي فعاليات النسخة الخامسة من مهرجان “عيساوة مقامات وإيقاعات عالمية”، وذلك من قلب ساحة باب منصور الشهيرة، حيث تتألق المنصة الدولية وسط الأجواء التاريخية لمدينة مكناس. وتعد هذه المناسبة احتفاء متجددا بالتراث الموسيقي المغربي، الذي يجد في هذا المهرجان متنفسا للتجدد والانفتاح على العالمية.
في تسجيل مصور بثته بلقيس على حساباتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أعربت عن شوقها الكبير للقاء جمهورها المغربي مرة أخرى، مؤكدة على مدى تقديرها للدعوة التي مكنتها من المشاركة في حدث فني يحمل أبعادا ثقافية وإنسانية عميقة. كما عبرت عن امتنانها للحفاوة التي تحيط بها في كل زيارة للمغرب، والتي تجعل من مشاركاتها لحظات استثنائية ومميزة.
يأتي تنظيم هذا الحدث بهدف إعادة تقديم فن عيساوة في حلة معاصرة تحافظ على أصالته، حيث يعد هذا التراث الموسيقي من ركائز الثقافة المغربية ومظهرا من مظاهر التنوع الروحي للمملكة. وتخصص لهذا الغرض أربع منصات كبرى، تحتضن ليال فنية يشارك فيها أكثر من خمس وثلاثين فرقة من مختلف الجهات، في عروض تتماوج فيها الأناشيد الصوفية مع الإيقاعات التقليدية الأصيلة.
ويسعى المهرجان كذلك إلى تكريس البعد الفكري والعلمي للثقافة الصوفية، إذ يتضمن برنامجه سلسلة من الندوات الموضوعاتية تنعقد بتنسيق مع جامعات مغربية ومؤسسات تعنى بالبحث العلمي والحكامة. وتتناول هذه اللقاءات الفكرية قضايا معاصرة، مثل تقاطعات التصوف مع منظومة القضاء، أو انعكاسات الهجرة على الفكر الصوفي وامتداداته الاجتماعية.
ويشكل المهرجان فرصة للربط بين البعد الفني والإشعاع الثقافي، إذ يستقطب فنانين من داخل وخارج المغرب لإحياء سهرات متنوعة، ما يمنح الحدث طابعا دوليا ويعزز التبادل الفني بين الثقافات. كما يراهن المنظمون على جعل هذه التظاهرة مناسبة سنوية تساهم في تنشيط الحياة الثقافية وتثمين الموروث اللامادي المغربي.
1
2
3