تعد سعاد خيي واحدة من أبرز الممثلات المغربيات اللاتي بصمن على حضور مميز في الساحة الفنية، بفضل أدائها المتقن وتنوع أدوارها بين الدراما والكوميديا. بدأت مشوارها الفني بخطى ثابتة، حيث راكمت على مر السنوات تجربة غنية أهلتها لتكون اسما وازنا في التلفزيون والمسرح المغربي. واعتمدت خيي في مسيرتها على الاحترافية في الأداء، مع ميل دائم إلى اختيار أدوار تلامس الواقع وتعكس قضايا المجتمع، وهو ما منحها مكانة خاصة في قلوب المتابعين.
وفي حديثها الأخير عن مسلسل “جرح قديم”، أبرزت سعاد خيي أهمية هذه التجربة في مسارها المهني، مشيرة إلى أنها عرفت خلالها مرحلة من النضج الفني والاختبار الإبداعي المختلف. وأوضحت أن ظروف التصوير المريحة والبيئة المهنية الجادة كان لهما دور كبير في إظهار الانسجام بين أعضاء الفريق، مما ساعد على تقديم مشاهد مؤثرة تحمل في طياتها رسائل إنسانية عميقة. وأضافت أن هذا العمل شكل بالنسبة لها محطة غنية بالتحديات والفرص التي مكنتها من توسيع أفقها التمثيلي.
وخلال حديثها، توقفت خيي عند المشهد الذي أثار جدلا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن ما حدث لا يمكن اعتباره خطأ فنيا أو إخفاقا في الأداء. وعبرت عن استغرابها من تضارب الآراء بشأن المشهد، لكنها اعتبرت أن هذا التفاعل يعكس حجم ارتباط الجمهور بالتفاصيل الفنية. وشددت على أن بعض الأدوار تتطلب شجاعة فنية واستعدادا خاصا للتعامل مع المواقف الدقيقة، وهو ما يعد جزءا من طبيعة المهنة وليس خروجا عن المألوف.
كما تناولت سعاد خيي دور النقد في مسيرتها، معتبرة إياه وسيلة فعالة لتطوير الأداء وتحقيق توازن أكبر في الاختيارات الفنية. وبينت أنها تنظر إلى الملاحظات باهتمام، خصوصا إذا جاءت من منظور بناء يهدف إلى الرفع من جودة العمل. وأكدت أن الممثل الناجح هو من يتقبل الآراء المختلفة دون أن يسمح لها بالتأثير على عزيمته أو التراجع عن طموحه. وذكرت أن الأخطاء لا تعيب المسيرة، بل تشكل دروسا حقيقية في مسار كل فنان.
وأشارت خيي إلى أنها لا تمنح الانتقادات السطحية اهتماما مبالغا فيه، بل تحرص على تحويلها إلى دافع يدفعها لاختيار أدوار أكثر عمقا وتنوعا. وعبرت عن قناعتها بأن كل تجربة جديدة يجب أن تكون مدروسة بعناية، وأن البحث عن التجديد يجب أن يكون قائما على فهم متوازن بين رغبة الجمهور ومتطلبات النص الفني. واعتبرت أن النجاح في هذا المجال لا يتحقق إلا لمن يملك القدرة على التجدد والتفاعل المستمر مع التحولات الفنية.
وفي سياق حديثها، كشفت سعاد خيي أنها تؤمن بأن الفنان الحقيقي لا يتوقف عند سقف معين من الطموح، بل يسعى دوما لتقديم الأفضل والتعمق في شخصيات جديدة تكشف عن جوانب أخرى من قدراته. وأكدت أنها ترفض التكرار وتسعى دائما لكسر النمطية في اختياراتها، ما يجعلها تبحث عن الأدوار التي تحمل مضمونا قويا وتجربة مختلفة تضيف إلى مسارها بعدا جديدا ومغايرا.
1
2
3