يعد الفنان المغربي أمين اليونسي من الوجوه التي جمعت بين العلم والفن، إذ وازن بين دراسته الطبية وموهبته التمثيلية التي بدأت في الظهور بشكل واضح من خلال مشاركته في أعمال درامية لقيت تجاوبا من الجمهور. يتميز اليونسي برؤية فنية تؤمن بأن لكل جيل بصمته، ولا يمكن أن تحل المواهب الجديدة مكان الرواد من دون جهد متواصل وتكوين مكثف. فهو يربط بين الاستمرارية الفنية والحرص على تطوير الذات والانفتاح على التحولات التي يعرفها المجال الفني.
انطلقت مسيرته التمثيلية من خلال مشاركته في مسلسل “حياة جديدة”، وهو عمل اعتبره محطة فاصلة في مشواره الفني لما مثله من تحد ومسؤولية. وقد أتيحت له الفرصة للعمل إلى جانب أسماء مخضرمة مثل محمد الخياري ويونس ميكري، الأمر الذي منحه خبرة ميدانية ثمينة. ورغم تعقيد الموقف المرتبط بمهنته كطبيب، إلا أنه تمكن من إيجاد توازن دقيق بين المجالين، بفضل تنظيمه الدقيق وانضباطه العالي.
عاش الفنان تجارب إنسانية مؤثرة خلال مساره، لعل أبرزها تلقيه رسالة نقد جارحة من أحد المتابعين عقب تأديته دور شخصية سلبية بشكل متقن. غير أن اليونسي لم يتأثر سلبا بهذا الموقف، بل رآه مؤشرا على مدى تأثير أدائه في الجمهور. واعتبر أن تفاعل المشاهد مع الشخصية – سواء بالإيجاب أو السلب – يعد دليلا على قوة الحضور الفني وعمق الأداء التمثيلي.
ومن التجارب التي شكلت له منعطفا جديدا، مشاركته في مسلسل “المختفي”، حيث عبر عن فخره بالوقوف أمام فنانتين بارزتين هما جيهان كيداري وهاجر عدنان. وقد أضاف هذا التعاون إلى تجربته المهنية بعدا مهنيا جديدا، رغم قناعته بأن الجيل الجديد من الفنانين لا يمكنه بلوغ المكانة الفنية دون جهد مضاعف واستثمار دائم في تطوير الأداء. فبالنسبة إليه، فإن النجاح الفني يقوم على الاستمرارية والمثابرة وليس على الظهور اللحظي.
يبدي اليونسي حماسه لتجريب أنماط تمثيلية جديدة، ولا يخفي رغبته في دخول عالم أفلام الحركة التي تتطلب جاهزية بدنية ومهارات أداء خاصة. ويرى أن هذا النوع من الأعمال يفرض على الممثل الإعداد المسبق والتمرين المكثف والانفتاح على أساليب مختلفة في تجسيد الأدوار. وهو يسعى من خلال هذا الطموح إلى تنويع تجربته وصقل أدواته ليظل في انسجام مع متطلبات المهنة وتطورها المتسارع.
رغم تحقيقه لعدة نجاحات فنية، قرر أمين اليونسي التوقف مؤقتا عن الظهور في الساحة الفنية، مفضلا التفرغ لعمله كطبيب الذي يشكل جزءا مهما من هويته الشخصية. غير أن هذا القرار لم يكن اعتزالا، بل وقفة تأمل ضرورية سمحت له بإعادة التوازن إلى حياته. وقد أكد أنه يعتزم العودة إلى الساحة بأعمال جديدة تحمل توقيعه وتجمع بين العمق الفني والتجديد، مبديا وفاءه للجمهور الذي يقدر خياراته المهنية ويحترم تعدد اهتماماته.
1
2
3