يعد وائل جسار من أبرز الأصوات اللبنانية التي لمع نجمها في سماء الطرب العربي، إذ استطاع بصوته الدافئ وأدائه المرهف أن يرسخ اسمه ضمن قائمة الفنانين الذين حافظوا على هوية الغناء الشرقي. وعلى امتداد مسيرته الفنية، عرف برسائل أغانيه الراقية التي تمزج بين الكلمة المعبرة واللحن المتوازن، مما جعله من المدافعين الأوفياء عن جودة الإنتاج الموسيقي ومضمونه.
أكد جسار، خلال لقاء صحفي ضمن فعاليات مهرجان موازين، أن الأغنية العربية تمر بمرحلة صعبة من التدهور، مشيرا إلى أن الساحة الفنية تشهد طغيانا لأعمال خالية من القيمة، مدفوعة بجمهور يروج لهذا الانحدار من دون إدراك لعواقبه. ووصف الوضع الراهن بأنه مصدر قلق حقيقي يهدد الذوق العام وينذر بفقدان الهوية الفنية للأجيال الصاعدة.
وأضاف أن تقييمه للأغنية المعاصرة لا يعني رفضه للحداثة أو التطوير، بل نابع من حرصه على بقاء الفن في مستوى يليق بتاريخ الموسيقى العربية. وأوضح أن ما يقدمه البعض اليوم من محتوى غنائي يفتقر إلى المعنى ويعتمد على إيقاعات متكررة دون مضمون حقيقي، وهو ما يبعث في نفسه الخوف على مسار الفن مستقبلا.
أردف الفنان اللبناني أن دعمه للمواهب الشابة لا يتعارض مع رفضه لبعض الظواهر الفنية الحديثة، التي باتت تركز على الشكل أكثر من الجوهر. وأشار إلى أن الانفتاح على المدارس الموسيقية المختلفة أمر إيجابي، شريطة ألا يفقد الغناء رسالته أو يحوله إلى مجرد منتج استهلاكي بلا روح.
كما كشف عن رؤيته للفنان الحقيقي، معتبرا أن دوره يتجاوز الأداء الصوتي ليمتد إلى نقل قيم مجتمعية وتقديم محتوى هادف يترك بصمة في الوعي الجماعي. وشدد على أن الغناء ليس ترفيها فحسب، بل مسؤولية تتطلب وعيا ثقافيا ورسالة واضحة تسهم في تشكيل ذوق الجمهور وتوجيهه.
وعبر جسار عن امتنانه للمشاركة في مهرجان موازين، مؤكدا أنه يعتبر هذه التظاهرة مناسبة استثنائية تحتفي بالفن الجاد وتجمع جمهورا ذواقا. وقال إن نفاد تذاكر حفله فور الإعلان عنه منحه شعورا بالرضا، مشيرا إلى أن هذا التفاعل يعكس صدى ما يقدمه من أعمال تحترم عقل المستمع وتحافظ على جودة النص واللحن.
وحول إمكانية خوضه لتجربة الغناء باللهجة المغربية، أبدى جسار استعدادا لخوض هذه الخطوة إذا توفرت له المادة الفنية المناسبة. وأوضح أنه يواجه بعض الصعوبات في فهم بعض التعابير الدارجة، لكنه لطالما كان من أوائل المناصرين للأغنية المغربية ودعا إلى نشرها في العالم العربي، قبل أن تعرف انتشارا واسعا بفضل فنانين موهوبين استطاعوا إيصالها إلى جمهور متنوع.
وأشار إلى إعجابه بأسماء وازنة في الساحة الفنية المغربية، على غرار سعد لمجرد وأسماء لمنور، منوها بحسن اختياراتهم الفنية وأدائهم الذي يجمع بين الحداثة والأصالة. وأكد أن نجاحهم يبرهن على قوة الأغنية المغربية وقدرتها على تجاوز الحدود والوصول إلى جمهور عالمي.
1
2
3